أمر وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، وزارته بقطع علاقاتها مع «الموساد»، على خلفية إجراء الأخير اتصالات مع تركيا من دون إطلاعه عليها، الأمر الذي يشير إلى استئناف العلاقات بين تل أبيب وأنقرة، رغم الإعلان التركي أخيراً عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. وأعرب مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن استيائهم من أن «الموساد يجري عمليات قضم لنطاق مسؤولياتهم في إدارة العلاقات الخارجية مع دول أجنبية»، مشيرين إلى أن «عدداً من الدول التي لا تقيم علاقات (علنية) مع إسرائيل تفضّل إجراء اتصالاتها عبر الموساد، الأمر الذي أنتج قناة تتجاوز وزارة الخارجية».
والمعلوم أن قسم «تيفيل» في الموساد يعنى بإقامة علاقات مع أجهزة استخبارية حول العالم، وأيضاً بإيجاد قناة اتصال مع دول لا تقيم علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل، كما هو حاصل مع بعض دول المغرب العربي وعدد من دول الخليج العربية. وبحسب مسؤولين في الخارجية الإسرائيلية، فإن الموساد يطّلع على المراسلات السرية التي تصل إلى الخارجية من ممثلياتها حول العالم، بينما يرفض المعاملة بالمثل، إذ إنه «يتلقى معلومات حساسة من قبلنا، لكنه غير مستعد لإعطائنا شيئاً»، مشيرين إلى أنه «في عدة حالات عمل الموساد من وراء ظهر الدبلوماسيين الإسرائيليين في خارج البلاد، ويجب وضع حدّ لهذه التصرفات».
وذكرت «يديعوت أحرونوت» أن «القشة التي قصمت ظهر البعير وأدت إلى تأزم العلاقات بين الجانبين مرتبطة تحديداً بالعلاقات بين إسرائيل وتركيا، إذ جرى استئناف الاتصالات أخيرا، وأقصيت الخارجية عنها تماماً، بل إن المسؤول في الموساد دافيد ميدان هو الذي يمثل إسرائيل في اتصالاتها الأخيرة مع تركيا»، علماً بأنه أدار في الماضي قسم «تيفيل» في الموساد، وعلاقات إسرائيل غير العلنية مع عدد من الدول العربية التي فضّلت عدم الإعلان عن وجود علاقات بينها وبين الدولة العبرية.
وأضافت الصحيفة أن «إقصاء وزارة الخارجية عن الاتصالات مع أنقرة، وإيفاد مسؤول في الموساد إلى تركيا، أثارا غضباً لدى الدبلوماسيين الإسرائيليين، وخاصة أن اتصالات مشابهة لتلك التي أجراها مع تركيا جرت مع دول أخرى، ومن دون علم الوزارة، ما استدعى من ليبرمان حسم الأمر مع الموساد، وإيقاف تحويل البرقيات الدبلوماسية إليه».