حذَّر رئيس الأركان الإسرائيلي، بني غانتس، من أن القيام بعملية عسكرية ضد قطاع غزة هو مسألة وقت، مشيراً إلى أن «جولات التصعيد الأخيرة والمسّ، سواء بالأنفس أو بروتين الحياة لسكان الجنوب، سيقود إلى أن يطلب الجيش عملية هجومية ونوعية في قطاع غزة»، لافتاً إلى أن إسرائيل لا تستطيع الاستمرار «في جولة تلو أخرى في غزة». وفي محاولة لتبرير الاعتداء الذي استهدف مجموعة الجهاد الإسلامي، في التاسع والعشرين في تشرين الأول الماضي، وبنوع من التفاخر، أوضح غانتس، أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أن هذه المجموعة كانت قد أجرت تجارب على تطوير صواريخ متقدمة يصل مداها إلى عشرات الكيلومترات، وبالتالي نجحت الضربة في «المسّ وفي تأخير عملية تطوير إنتاج المنظومة الصاروخية» للجهاد الإسلامي. وتطرق غانتس إلى ما وصفه بالتحديات التي ستضعها مواجهة مستقبلية أمام الجيش الإسرائيلي والتعامل معها. وقال إنه «استعداداً للحرب المقبلة سنضطر إلى تقصير مدة القتال قدر الإمكان، وهذه السرعة يجب أن تستند إلى القدرة على الحصول على معلومات استخبارية نوعية ووتيرة عمل سريعة. لذلك، ينبغي الحفاظ على جهوزية والحفاظ على المورد البشري في الجيش الإسرائيلي، ومن دون ذلك فإنه قد نلحق ضرراً بإنجازات السنوات الأربع الأخيرة». أما بخصوص المسارات الفلسطينية الأخيرة، بشأن طلب الاعتراف بالدولة في الأمم المتحدة، رأى غانتس أن «أيلول ليس تاريخاً، بل مسار»، لذلك «كلما مر الوقت، على خلفية الخيبة المتواصلة للفلسطينيين، فإن فرصة انفجار العنف لا تزال قائمة». وأكد وجود استعدادات لخطف جنود إسرائيليين، أُجريت مناورات عليها بحضوره. وحذر من الاقتطاع من الموازنة الأمنية. وفي ما يخص الوضع على الحدود المصرية، أكد غانتس أن العشرات من المقاولين والمئات من العمال يعكفون على إقامة السياج الحدودي بين إسرائيل ومصر بوتيرة مكثفة، مرجحاً أن تستمر العملية حتى نهاية عام 2012. وشدد على أن شبه جزيرة سيناء أصبحت مرتعاً لإقامة بنية تحتية «إرهابية» كبيرة لتنظيمات معادية تنطلق من قطاع غزة ولمصلحة الجهاد العالمي. وتابع قائلاً إن «سيناء تحولت إلى منطقة تُقام فيها بنى تحتية كثيرة تنتج أنشطة تخريبية معادية، سواء من غزة أو الجهاد العالمي، ومن خلال انتهاك السيادة المصرية. لذلك، إن الجيش الإسرائيلي يعدل منظوره كله حيال الجنوب».