كشف مصدر دبلوماسي أوروبي، أمس، عن مباحثات تجرى حول إمكان فرض عقوبات على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونجله أحمد، إلى جانب القياديين في المعارضة علي محسن الأحمر وحميد الأحمر بهدف تسريع وتيرة الحل السياسيبينما تتزايد الشكوك في قدرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، جمال بن عمر، على إحداث أي اختراق لحل الأزمة اليمنية نتيجة تصلب الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح بمواقفه في ما يتعلق بشروط تنازله عن صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي، تتمسك المعارضة بضرورة توقيع صالح على المبادرة الخليجية والتنحي، تمهيداً لبدء المرحلة الانتقالية. وترى المعارضة أن هذا الحل يمثّل المخرج الوحيد للأزمة في البلاد، وإلا فإن الآتي سيكون أسوأ بالنسبة إلى النظام، وذلك بعدما هدد الرئيس الدوري لتكتل أحزاب اللقاء المشترك، ياسين سعيد نعمان، بتقديم المجلس الوطني استقالته من العملية السياسية في حال استمرار نظام صالح بالمماطلة، ليترك الأخير في مواجهة الشعب.
وفي السياق، أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أمس، أن صالح «يتمسك بالبقاء رئيساً حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة، وذلك سواء كانت الفترة الانتقالية ستة أشهر أو سنتين». كما أنه «يريد أن يبقى رئيساً، فيما يتسلم نائبه إدارة البلاد في هذه الفترة عبر ممارسة صلاحيات الرئيس». كما ذكر المصدر أن صالح «يتحفظ جداً على أي إعادة هيكلة للأجهزة العسكرية والأمنية» التي يسيطر أقرباؤه على المناصب الحساسة فيها.
ورأى المصدر الدبلوماسي أن كل ذلك «يضفي جواً من التشاؤم على فرص جهود بن عمر»، الذي التقى عدداً من المعارضين، أمس، بمن فيهم اللواء المنشق علي محسن الأحمر، الذي أكد أن «انتقال السلطة من الرئيس صالح الى نائبه عبد ربه منصور هادي أمر حتمي وتؤيده الشرعية الدولية في قرار مجلس الأمن، الذي تبنى المبادرة الخليجية»، فيما اكتفى المبعوث الأممي بالتأكيد أن «الوقت حان للتعجيل بالتغيير في اليمن والدخول في مرحلة انتقالية»، مشيراً إلى أن «قرار مجلس الأمن رسالة واضحة من المجتمع الدولي بأن الوقت حان لتسوية سياسية».
تسوية كشف المصدر الدبلوماسي نفسه أن الدول الغربية تسعى إلى تسريع التوصل إليها سلمياً من خلال بحث إمكان فرض عقوبات شخصية على الرئيس اليمني ونجله أحمد، إضافة الى اللواء المنشق علي محسن الأحمر والقيادي في التجمع الوطني للإصلاح الشيخ حميد الأحمر.
في هذه الأثناء، أعلن المكتب الإعلامي لزعيم جماعة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، إحباط محاولة تفجير انتحارية في أثناء الاحتفالات التي شهدتها محافظة الجوف، أمس، لمناسبة عيد الغدير. ووفقاً للبيان، «حاول شخص يحمل حزاماً ناسفاً أن يدخل ضمن موكب جماهيري كان متوجهاً للاحتفال بمناسبة عيد الغدير في مديرية المُتون، وعندما اعترضه الأمنيون المكلفون بحماية الموكب، حاول أن يفجر نفسه، إلا أن الأمنيين بادروه قبل أن ينفجر في الموكب وأردوه قتيلاً»، قبل أن تقع وفقاً لموقع «المصدر أون لاين» مشادة كلامية بين عدد من أبناء المنطقة والجماعة بعد رفض الأخيرة رفع جثة القتيل من الطريق العام، وتتطور إلى اشتباك مسلح أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص من القبائل، بينهم امرأة، فضلاً عن سقوط أحد المسلحين من أتباع جماعة أنصار الله.
وأكد بيان الجماعة أن «هذه الأعمال الإجرامية تأتي ضمن المسلسل الإجرامي الذي تنتهجه الاستخبارات الأميركية في تغذية الصراع الطائفي في البلاد واستمراراً منها لتمزيق الوحدة الإسلامية، محاولة بذلك إذكاء الفتنة في اليمن كما فعلت في عدة بلدان أخرى». من جهته، قال أحد زعماء القبائل، مفضّلاً عدم ذكر اسمه، إن أطرافاً في المنطقة لم يسمّها تحاول «إذكاء الصراع بين الحوثيين وأبناء القبائل في الجوف». وفي السياق، تجددت الاشتباكات بين جماعة أنصار الله والسلفيين في منطقة دماج في صعدة بعد فشل وساطة قبلية لإنهاء الأزمة.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)