فيما تؤكد الألوية، التي شاركت في الثورة ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي، الاحتفاظ بأسلحتها في الوقت الحالي «للمساعدة في دعم الأمن»، تتواصل المشاورات الدولية لزيادة التدخل في شؤون ليبيا، حيث استقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما الأمين العام للحلف الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، في البيت الأبيض، في ظل الحديث عن دفع ليبيا للانضمام الى حلف «الحوار المتوسطي» الذي يضم إسرائيل. ويبدو أن عملية الحلف الأطلسي التي استمرت ما يقارب ثمانية أشهر لم تتوقف عملياً عند حدود القضاء على النظام السابق، بل أعرب الحلف في واشنطن عن نيته تقديم «دعمه» لإصلاح قطاع الدفاع هناك، إذا تقدمت السلطات الجديدة بطلب بهذا المعنى، حسبما أفاد المندوب الأميركي لدى الأطلسي إيفو دالدر.
وقال دالدر، أمام صحافيين أجانب لمناسبة زيارة الأمين العام راسموسن لواشنطن، إن «الحلف الأطلسي مستعد إذا طلبت السلطات الليبية الجديدة ذلك لدرس طريقة تقديم المساعدة، وخصوصاً في مجال إصلاح قطاع الدفاع والأمن». وأوضح أن هذه المساعدة المحتملة ممكنة «على الأجل المتوسط أو البعيد». وأضاف إن ليبيا قد تعزز علاقاتها مع الحلف الأطلسي وأعضائه الـ 28 من خلال الانضمام الى «الحوار المتوسطي»، في إشارة الى الشراكة التي أسست في عام 1994 وتضم الحلف الأطلسي وسبع دول (موريتانيا والمغرب وتونس والجزائر ومصر والأردن وإسرائيل). وترمي هذه الشراكة الى «ضمان الأمن» في حوض المتوسط، وخصوصاً تنظيم ورش عمل حول مواضيع مختلفة مرتبطة بالدفاع ودعوة خبراء وتدريب مدربين.
من ناحية ثانية، قال المندوب الأميركي إن استراتيجية أوباما «أتاحت للحلفاء التصرف كحلفاء»، مضيفاً أمام مركز «أتلانتك كاونسيل» للأبحاث إنه «لكي تحقق العملية في ليبيا نجاحاً، يجب أن تقوم الولايات المتحدة بما تعرفه».
وكان الرئيس الأميركي قد أجرى محادثات مع راسموسن في المكتب البيضاوي خلال لقاء مقتضب أول من أمس.
في هذه الأثناء، أكد قائد أحد الألوية التي شاركت في القضاء على نظام القذافي، عبد الجواد البدين، أن المقاتلين الذين شاركوا في ثورة 17 فبراير، سيحتفظون بأسلحتهم في الوقت الحالي للمساعدة في دعم الأمن. وقال البدين، في مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز»، من المتوقع أن يترك كثير من المقاتلين وحداتهم نظراً إلى أن العمليات القتالية الكبرى انتهت، فيما سيتلقّى من يبقى منهم الأوامر من وزارة الدفاع الوليدة. وأضاف إن نسبة كبيرة تريد العودة إلى الحياة المدنية، وإنه لن يفاجأ إذا اختار أفراد أن يكونوا جزءاً من الجيش، مشيراً إلى أن الوحدات لا تعارض أن تنضوي تحت مظلة الجيش لأن هدفها الرئيسي هو خدمة البلاد.
وقال البدين وهو أيضاً متحدث باسم «اتحاد القوى الثورية» الذي يضمّ نحو 25 ألف مقاتل من شرق ليبيا، إن ما لا يودّون رؤيته هو أن يتحول الأمر الى حدث للعلاقات العامة يلقي فيه المقاتلون أسلحتهم أمام الكاميرات.
بدوره، قال زعيم «اتحاد القوى الثورية» فوزي بوكتف، وهو نائب وزير الدفاع المؤقت، إن من سيظلّون خارج الاتحاد يجب أن يُعَدّوا مقاتلين غير شرعيين.
وأضاف البدين، الذي كان عضواً في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، إنه يتعيّن على الميليشيات التمسك بأسلحتها لمنع القوى الموالية للقذافي من محاولة إعادة تنظيم صفوفها. وأضاف إنه إذا سلّم المقاتلون أسلحتهم حالياً واستولت القوات الموالية للقذافي على سبها ومدن أخرى، فإنه لن يعود بمقدور الجيش الوطني احتواء مثل هذا التهديد بمفرده.
وقال البدين إن وجهاء سبها طلبوا من لوائه إرساء الأمن هناك، لكن المجلس الوطني الانتقالي يتلكأ في الموافقة على ذلك، مشيراً الى أن سبب التأجيل هو ما يعرف عن رجاله بأنهم إسلاميون.
(أ ف ب، رويترز)