انتهت، أمس، مسيرة «أمواج الحرية لغزة» بعد توقيف البحرية الإسرائيلية سفينتي التحرير الكندية والإيرلندية. بقيت الحملة في البحر قرابة 48 ساعة، وهي المدة الزمنية التي استغرقتها «الرحلة» من السواحل التركية إلى قبالة شاطئ غزة. والأهم في الموضوع أنّ البحرية الإسرائيلية أوقفت المركبين في المياه الدولية، وقبل دخولهما المياه الفلسطينية.وعند الخامسة من مساء أمس، أعلن منظمو الحملة فقدان الاتصال بطاقم المركبين، وأعربوا عن تخوّفهم من الأداء الإسرائيلي تجاه الناشطين، وخصوصاً أنّ الإسرائيليين عملوا على تعتيم عمل الحملة، واستخدموا السياسية نفسها في التعاطي مع أخبار توقيف المركبين، مع العلم أنّ الناشطين والصحافيين الموجودين على متن المركبين سبق أن وقعوا وثيقة يتعهدون فيها «عدم مقاومة الجنود الإسرائيليين في حال صعود القوات البحرية الى السفينة». وبالتالي يستبعد أن يقوم الناشطون بأي عمل عدائي لدى عملية الاستلاء على المركبين.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً أشار فيه إلى «صعود ضباط في البحرية الإسرائيلية على متن السفينتين المتجهتين الى قطاع غزة، في محاولة منهما لكسر الحصار البحري المفروض عليه، الذي يتوافق مع القانون الدولي»، كما أكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة «فرانس برس» عدم وقوع أي إصابات خلال العملية، مشيرة إلى أنّ «النشطاء رفضوا التعاون».
وأشار منظمو رحلة السفينة الإيرلندية، في بيان لهم، إلى أنه قرابة الساعة السادسة «وصلتنا مكالمة هاتفية عاجلة من منسق السفينة، فينتان لاين، الذي أشار إلى وجود سفينتي حرب إسرائيليتين تقتربان بسرعة من السفينتين الإيرلندية والكندية، وسط تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية فوق المركبين». وأكد المنظمون أنه عند حصول هذه المكالمة كانت السفنتان تبعدان 48 ميلاً بحرياً عن شواطئ غزة، الأمر الذي يؤكد أنّ البحرية الإسرائيلية استولت على المركبين في المياه الدولية.
وفي تفاصيل عملية الاستلاء على القارب الكندي، تلقى قبطان السفينة نداءً رسمياً من قوات الكومندوس الإسرائيلي الذي كان على بعد 12 ميلاً من الأسطول سألهم عن وجهتهم، فردّ النشطاء بأن وجهتهم لـ«الضمير الإنساني»، ليتلقّوا بعدها تحذيرات بالابتعاد عن المنطقة الخاضعة للحصار. وقبل اجتياز المركبين هذه المنطقة، هاجمت القوات الإسرائيلية الأسطول في المياه الدولية وسيطرت عليه بالكامل، واقتادته إلى ميناء أسدود، دون أن يعرف أسلوب تعاطي الإسرائيليين مع النشطاء والصحافيين المشاركين في الحملة.
وأعلنت الحملة الكندية عبر موقعها الإلكتروني قلقها الكبير على مصير الناشطين الموجودين على المركبين، مشيرة إلى أنّ تعرّض البحرية الإسرائيلية للناشطين «يجب أن يؤدي إلى عزل إسرائيل من قبل المجتمع الدولي». ودعت الحملة إلى تنظيم تظاهرات ومسيرات احتجاج على «قرصنة إسرائيل للسفينة»، مطالبة الحكومة الكندية «بالتحرك للمطالبة بالإفراج الفوري عن الناشطين والقاربين ومحتوياتهما».
وشُغلت القيادة الإسرائيلية أمس بقضية كسر حصار غزة، إذ نوقش موضوع الحملة وكيفية مواجهتها في أعلى مستويات هيئة أركان جيش الاحتلال، ليصدر بعدها عن قائد الهيئة، بيني غانتس، أمر الاستيلاء على القاربين والسيطرة عليهما.
وفي فلسطين، دعا عدد من الشباب في رام الله إلى تظاهرة في «المنارة» مساء أمس، كما جرت الدعوة إلى تظاهرة في حيفا لـ «طرق جدران الخزّان» تنديداً بالحصار الإسرائيلي المفروض، ودعماً للنشاطات التي تكسر الحصار، وخصوصاً أن على متن السفينة شاباً فلسطينياً من مدينة حيفا يدعى مجد كيّال.
وعلى صعيد آخر، حذرت الولايات المتحدة الأميركية مواطنيها المشاركين في الحملة من مواجهة قضائية قد يتعرّضون لها عند عودتهم إلى الأراضي الأميركية، كما سارع المسؤولون الأميركيون إلى نقل رسالة إلى تركيا تتضمن مطلبًا بعدم تنفيذ ما سبق أن أعلنته أنقرة بشأن نية البحرية التركية مرافقة الأساطيل.
وفي تعليقه على الاستيلاء على السفينتين، قال رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، إن هدف النشطاء الذين يحاولون كسر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة سيتحقق بالفعل، سواء تمكنوا من الوصول الى القطاع أو جرى إيقافهم في البحر. وقال للصحافيين قبل صلاة الجمعة في مدينة غزة إنه يقدر كثيراً هؤلاء النشطاء الذين جاؤوا لإبداء التضامن.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)