لا تزال قضية عضو حزب الله اللبناني علي موسى دقدوق المعتقل في سجن عراقي تحت إشراف أميركي، موضوع تجاذب بين بغداد وواشنطن، التي تتمسك بإبقائه معتقلاً لديها حتى بعد رحيلها عن العراق، فيما تتواصل التفجيرات في بلاد الرافدين، التي ذهب ضحيتها في اليومين الماضيين نحو 16 قتيلاً وعشرات الجرحى بين بعقوبة والبصرة والعاصمة. وقال مسؤولون أميركيون وعراقيون إن الولايات المتحدة تسعى للاحتفاظ بأهم معتقل لديها في العراق، اللبناني علي دقدوق، قبيل شهرين من الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد، لكن بموجب بنود الاتفاق الأمني بين الولايات المتحدة والعراق، ينبغي تسليم دقدوق للسلطات العراقية بحلول نهاية العام الحالي. ويشتبه في أن دقدوق خطط لعملية خطف عام 2007 أدت إلى مقتل خمسة من أفراد الجيش الأميركي.
لكن مشرّعين أميركيين يخشون من ألا يتمكن العراق من إبقاء دقدوق المولود في لبنان، فترة طويلة. وقال مسؤولان أميركيان، إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تود أن يسلمه العراقيون للولايات المتحدة. وأكد مصدران عراقيان، أحدهما مسؤول عسكري رفيع، أن الولايات المتحدة طلبت بالفعل أن تأخذه من العراق، «لكن العراقيين يرفضون ذلك». وأقر مسؤول رفيع المستوى في إدارة أوباما بأن هناك «مشاورات جادة تُجرى بشأن كيفية التعامل» مع دقدوق.
وألقي القبض على دقدوق في آذار عام 2007 وادعى في البداية أنه أصم وأبكم. واتهمته القوات الأميركية بأنه يعمل لحساب فيلق القدس الإيراني، وتقول إنه انضم إلى حزب الله اللبناني عام 1983. وقال المسؤول العسكري العراقي إنه محتجز في سجن تديره الولايات المتحدة بالاشتراك مع العراق، كما أشار الى جهود يبذلها أفراد في لبنان وإيران لتسلمه. وأضاف من دون إسهاب «الإيرانيون واللبنانيون يحاولون استعادته من خلال التفاوض مع الحكومة العراقية».
وفي رأي الخبير في قانون وسياسة مكافحة الإرهاب التابعة لكلية الحقوق في جامعة تكساس، روبرت تشيزني، فإن قضية دقدوق تبرز الأزمة القانونية التي يواجهها أوباما في سياسة التعامل مع المعتقلين. وكتب السناتور الجمهوري جون ماكين وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل و18 من المشرعين الآخرين، رسالة لوزير الدفاع ليون بانيتا في تموز الماضي قالوا فيها إن نقل دقدوق الى غوانتنامو سيكون أفضل قرار،
وحذروا من أن المحاكم العراقية ربما لا تستطيع إدانته إذا أصبح في حوزة العراق. وكتب المشرعون «اذا لم يعد في حوزة الولايات المتحدة فإن دقدوق بلا أدنى شك سيعود الى ساحة القتال، ويستأنف أنشطته الإرهابية ضد الولايات المتحدة وضد مصالحنا».
من جهة أخرى، زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوب العراق، حيث عقد اجتماعاً مغلقاً مع مجلس المحافظة والمسؤولين فيها، وجرى البحث في موضوع تحويل عدد من المحافظات الجنوبية الى إقليم.
وفي السياق نفسه، أيّد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، تحويل محافظة الأنبار الى إقليم من خلال الاستفتاء، داعياً الجميع الى الالتزام بالدستور.
ميدانياً، ارتفعت حصيلة تفجيرات ثلاث دراجات نارية في البصرة في جنوب العراق الى 10 قتلى و34 جريحاً، فيما قتل ستة أشخاص وأُصيب العشرات بانفجارين وقعا في تجمع لأفراد مجالس الصحوة الموالية للحكومة في مدينة بعقوبة.
(رويترز، يو بي آي)