لم تمنع الأجواء الإيجابية التي يسعى النظام اليمني إلى ترويجها، عن قرب التوصل إلى اتفاق مع المعارضة لنقل السلطة وإنهاء الأزمة المستمرة منذ أشهر، قوات الحرس الجمهوري من مواصلة قصفها لمدينة تعز، مسبّبة مقتل عشرة مدنيين على الأقل. وقالت مصادر طبية إن عدد القتلى وصل إلى عشرة في تعز، ثمانية منهم مدنيون غير مسلحين، وبينهم طفل وشخص معوق، فيما أصيب أكثر من 43 شخصاً بجروح، وذلك بعدما تصاعدت الاشتباكات في محيط مكتب التربية في ساحة جمال وسط المدينة، بين المسلحين القبليين المعارضين للنظام والقوات الموالية. كذلك استمر القصف المدفعي الذي وصفه السكان بالعشوائي والعنيف من مواقع القوات الموالية لصالح المطلة على المدينة، على أحياء قريبة من ساحة الحرية التي يعتصم فيها المعارضون للنظام، وخصوصاً حي الروضة وشارع جمال وشارع الستين.
وبحسب شهود عيان، شوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من مبنيي بنك التضامن الإسلامي وبنك التسليف في وسط المدينة. كذلك أصابت قذائف الدبابات عدداً من المباني المرتفعة في المدينة. وفي صنعاء، اندلعت اشتباكات في وقت متأخر من ليل أول من أمس في حي الحصبة، بين القوات الموالية لصالح والمسلحين القبليين التابعين للشيخ صادق الأحمر، ما أدى إلى مقتل مسلحين قبليين اثنين وجندي يمني.
وجاءت أعمال العنف هذه بعد فترة وجيزة من الهدوء، فيما تستمر الجهود الإقليمية والدولية لإنجاح المبادرة الخليجية لنقل السلطة سلماً في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن مبعوث الاتحاد الأوروبي في اليمن، ميشيل سيرفون دورسو، قوله إنه يعتقد أن صالح قبل الآن خطة الانتقال التي وضعتها الأمم المتحدة.
وقال دورسو «نحن مقتنعون بأننا على وشك التوصل إلى اتفاقية قريباً، وقبل كل شيء يتطلّب الأمر التزاماً سياسياً. نأمل أن يصبح عيد الأضحى فرصة للإعلان لليمن وللعالم أن اليمن عبر صوب مرحلة جديدة».
من جهته، أعلن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي استعداد الحكومة والمؤتمر الشعبي العام الحاكم للتوصل إلى حل سياسي مع المعارضة، وفق المبادرة الخليجية وتنفيذ آليتها. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» إلى القربي قوله، خلال لقاء السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستاين ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، «تعمل القيادة والحكومة اليمنيتين والمؤتمر الشعبي العام للوصول إلى حل سياسي للأزمة الراهنة مع المعارضة».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)