عادت قضية المرتزقة في أفريقيا الى صدارة الأحداث مجدداً مع صدور تقرير عن خبراء في الأمم المتحدة يحذّر من «عودة مثيرة للقلق» في استخدام المرتزقة في الأحداث الليبية، فيما زار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس فجأة العاصمة الليبية طرابلس، التي وصلها بدوره أيضاً وزير خارجية ايران علي أكبر صالحي.
وفي غضون ذلك، جددت لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص من الأمم المتحدة بشأن المرتزقة في تقرير للجمعية العامة الدعوة إلى زيادة تنظيم «الأنشطة الآخذة في الاتساع» للشركات العسكرية والأمنية الخاصة. وقالت رئيس المجموعة فايزة باتيل «شهدنا في العام الماضي عودة مثيرة للقلق لاستخدام المرتزقة في الصراع المسلح.. وغالباً بأساليب جديدة وحديثة».
وأضافت باتيل، في كلمة أمام لجنة حقوق الانسان في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي، أن «اللجنة تشعر بقلق عميق في ليبيا بشأن التورط المزعوم لمرتزقة في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان مثل عمليات الإعدام بلا محاكمة والاختفاء القسري والاغتصاب والتعذيب والاعتقالات التعسفية». وأشارت إلى ان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان خلص الى ان اجانب من دول افريقية مجاورة وربما من أوروبا الشرقية شاركوا في الحرب الأهلية في ليبيا وارتكبوا انتهاكات لحقوق الانسان، ولا سيما مقاتلين لحساب الزعيم المخلوع معمر القذافي. وأكدت أن اللجنة «تشجّع الدول على التعاون من أجل ضمان اعتقال ومحاكمة المرتزقة».
من ناحية ثانية، توقع الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفريقيا، ميخائيل مارغيلوف، ألّا تتوقف المواجهة الداخلية في ليبيا قريباً. وقال «لن يكف أنصار القذافي عن القتال ولن يفعلوا ذلك. في إمكانهم مواصلة نشاطهم خلال أعوام بل عقود». واشار الى أن شركة «غازبروم نفط» استأنفت عملها في ليبيا بالشراكة مع «إيني» الإيطالية.
في هذا الوقت، التقى الأمين العام للامم المتحدة في طرابلس، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل ومسؤولين في المجلس ومسؤولي هيئات مجتمع مدني. كذلك زار وزير الخارجية الإيراني ليبيا، التي وصلها آتياً من تركيا، «لتعزيز العلاقات الثنائية»، حسب التلفزيون الايراني.
من جهة ثانية، طالب نجل الزعيم الليبي الراحل الساعدي القذافي، الشرطة الدولية (إنتربول) بإلغاء طلب اعتقاله بحجة أن حكام ليبيا الجدد لا يمكنهم توفير محاكمة عادلة له.
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال)، إنه تم اكتشاف مصنع لمادة الـ«تي.أن.تي» شديدة الانفجار في طور العمل، في منطقة شجار في الجفرة وسط ليبيا. ونسبت الوكالة الى آمر كتيبة «شهداء الجزيرة» المتمركزة في منطقة الجفرة، الرائد عبد الحكيم الساعدي، قوله إن «المصنع هو الآن تحت إشراف إدارة الوقاية الكيميائية في الجيش الوطني الليبي».
(رويترز، أ ف ب، يو بي آي)