«واقفون هنا، باقون هنا، ولنا هدف واحد واحد واحد، أن نكون ». هكذا، زيّنت عبارة الشاعر الفلسطيني محمود درويش الملصق الذي ستوزعه وكالة الإسكوا الأممية، لمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يجري في 29 تشرين الثاني من كل عام. الإسكوا اعتادت أن تقيم في هذا التاريخ نشاطاً لتعلن تضامنها مع الفلسطينيين. هذا العام سيختلف نوع النشاط؛ فعوضاً عن توزيع كتيبات عن فلسطين، قد تقرأ أو قد تلقى بعد قراءتها، قررت الإسكوا أن تنشر ملصقاً داعماً لفلسطين. «تحت شجرة زيتون في فلسطين»، عنونت الوكالة الدولية اسم ملصقها الذي ستنشره في مقارّ الأمم المتحدة في فيينا، جنيف، ونيويورك. نشر الملصق سيترافق مع تقديم الإسكوا «تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الانعكاسات الاجتماعية والاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي على الأحوال المعيشية للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلّة، بما فيها القدس الشرقية والسكان العرب في الجولان السوري المحتلّ». هذا التقرير الذي يوثق الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما يصفه ربيع بشور من قسم القضايا الناشئة والنزاعات في الإسكوا «يزعج المندوب الإسرائيلي دائماً». يضيف بشور: «في كل عام يحاول المندوب أن يشطب البند المتعلق بدراسة هذا التقرير من اجتماع اللجنة التي تناقشه، ويصفه دائماً بأنه تقرير يأخذ وجهة نظر واحدة ولا يسهل عملية السلام في الشرق الأوسط». بالنسبة إلى بشور، إن التقرير المقدم إلى الأمين العام هو وثيقة رسمية صادرة عن الأمم المتحدة ومصادر معلوماتها تابعة للأمم المتحدة، وهذه «الوثيقة يمكن الاعتماد عليها لأنها رسمية وصادرة عن الأمم المتحدة مباشرة وتوثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني»، يقول بشور . هكذا، ستترافق مناقشة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة مع نشاطات ستقوم بها الإسكوا دعماً للشعب الفلسطيني. فالملصق الذي سيعلق في ممرات الأمم المتحدة ومكاتبها بالطبع سيزعج «منظره » المندوب الإسرائيلي عندما يراه، وخصوصاً أنه يوثق الانتهاكات التي يقوم بها المستوطنون بحق الفلسطينيين في أراضي الضفة الغربية والقدس. بالإضافة إلى ذلك، أُرسلت نسخ من هذا الملصق إلى الضفة والقطاع لكي تُنشَر على الجدران هناك. الملصق قد يبدو جريئاً، وخصوصاً أنه صادر عن وكالة أممية، وهو يوثّق بطريقة سلسة الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل بحق الفلسطينيين، إلا أنه يلتزم سياسة السقف المسموح به في الأمم المتحدة؛ إذ لا تجد إشارة إلى ما يجري في الأراضي المحتلة عام 1948 من قوانين عنصرية ضد الفلسطينيين هناك. لكن من الجيد أن تكون هناك وكالة دولية ترفع صوتها وتستغل المساحة المسموحة لها بين «رسمية» الأمين العام بان كي مون و«شعارات» الإسكوا؛ إذ يقول بشور: «هناك مساحة يمكننا أن نظهر موقف الإسكوا فيها، وهذا بفضل التميزات الموجودة بين الإسكوا والأمين العام». يضيف بشور: «نحن يمكننا أن نضع شعارات، بينما الأمين العام يضع حقائق. ففي ملصقنا وضعنا شعارات عن الاحتلال وما يتعرض له الفلسطينيون جراء الاحتلال. ووضعنا أيضاً شعر لمحمود درويش». يشرح الرجل كيف يمكن استغلال هذه المساحة؛ فـ«هناك كمية من القرارات الدولية التي يمكننا أن نستخدمها لتوضيح صورة ما يجري في فلسطين» يقول بشور. وبالطبع، فلسطين المقصودة هنا ليست كل فلسطين، بل الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.