وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، أمس، على إنهاء العمليات العسكرية الدولية في ليبيا، فيما سرت أنباء عن نية سيف الإسلام القذافي تسليم نفسه مع رئيس الاستخبارات في عهد والده، عبد الله السنوسي، الى المحكمة الجنائية الدولية. وأجمع أعضاء المجلس الـ15، في جلسة عقدت في نيويورك، على إنهاء فرض حظر الطيران فوق ليبيا والأعمال الهادفة الى حماية المدنيين، حسبما نص القرار الذي صدر في آذار الماضي، وذلك ابتداء من نهاية الشهر الجاري. وتضمن قرار مجلس الأمن، الرقم 2016، الصادر أمس تخفيف الحظر الدولي على الأسلحة حتى يتمكن المجلس الانتقالي من الحصول على الأسلحة والمعدات اللازمة لضمان الأمن القومي.
وبقرار مجلس الأمن الذي صدر أمس يمكن القول إن البديل عن عملية «الحامي الموحد» قد يكون التحالف الدولي الجديد بقيادة قطر والذي اعلن عنه أول من امس في الدوحة خلال اجتماع «اصدقاء ليبيا». وقد يكون ما أعلنه وزير الدفاع الفرنسي جيرارد لونغيه، في مقابلة مع قناة «فرانس انفو» يصب في هذا الاطار حين قال «يمكن الحلف تقديم المساعدة لكن بموجب انتداب جديد يكون فيه القرار سياسياً».
في هذا الوقت، قال مصدر في المجلس الانتقالي إن سيف الاسلام القذافي يفضّل تسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية على ملاقاة مصير والده، مضيفاً أن سيف الإسلام لم يغادر ليبيا وأن شخصية هامة من قبائل الطوارق البدوية التي كان يمولها تؤويه. وتابع أن «سيف قلق على سلامته... ويعتقد أن تسليم نفسه هو أفضل خيار أمامه». لكن ذلك لا يكون حسب سيف الا «بإشراك دولة ثالثة ربما تكون الجزائر أو تونس في اتفاق لنقله إلى لاهاي... يريد إرسال طائرة له.. ويريد تطمينات».
التصريح الليبي أكدته صحيفة «ديلي ميرور» البريطانية، بقولها «إن المجلس الانتقالي الآن ادّعى أن سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي، يريدان تسليم نفسيهما إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لتجنب مواجهة المصير المروّع للقذافي»، لا سيما أن المحكمة الجنائية أصدرت في حزيران الماضي مذكرات اعتقال بحق معمر القذافي وسيف الإسلام والسنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
كذلك ذكرت «ديلي ميرور» أن سيف الإسلام، فرّ، بعد سقوط مدينة سرت، وبحوزته 10 ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل 16 مليون دولار، ومداخل للمزيد من الأموال المخفية، مشيرة إلى أنه قد يعرف مكان إخفاء الملايين من سبائك الذهب في ليبيا ورموز الوصول إلى الحسابات المصرفية السرية في أوروبا.
الأنباء المتضاربة عن مكان سيف الإسلام بدأت تسري كالنار في الهشيم منذ اختفائه من بني وليد في جنوبي شرقي طرابلس، حيث ذكرت بعض التقارير أنه موجود في النيجر مع السنوسي. لكن مصدراً أمنياً نيجرياً أكد أمس أن «عبد الله السنوسي وصل الى الصحراء المالية آتياً من النيجر مع مجموعة صغيرة من رجاله».
حكاية سيف الإسلام لم تنته عند هذا الحد، فقد أفادت صحيفة «بيلد» الجنوب افريقية بأن مجموعة من المرتزقة من هذا البلد لا تزال في ليبيا تحاول اخراج سيف الاسلام القذافي، من هناك. وأن طائرات في جوهانسبورغ والشارقة في الامارات بانتظار أمر الإقلاع لنقل المرتزقة ـــــ وربما سيف الاسلام ـــــ عندما تسمح الظروف بذلك.
وفي طرابلس، قال نائب رئيس المجلس الانتقالي، عبد الحفيظ غوقة «بدأنا تحقيقاً (في قضية مقتل العقيد القذافي). وأصدرنا ميثاقاً للأخلاق في معاملة أسرى الحرب. وانا متأكد أن ذلك كان عملاً فردياً وليس من عمل الثوار او الجيش الوطني»، مشدداً على أن «اي شخص مسؤول عن ذلك سيُقاضى وسيحصل على محاكمة عادلة».
في هذه الأثناء، أصبح رئيس وزراء حكومة القذافي، البغدادي المحمودي، حراً في تونس بعدما «قررت محكمة تونسية الإفراج عنه من سجنه». رغم طلب ليبي بتسلميه، حسبما افاد وكيله المحامي مبروك كرشيد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)