جددت المعارضة اليمنية أمس تأكيدها رفض الحوار مع النظام، فيما توصل الجيش اليمني إلى اتفاق تهدئة مع اللواء المنشق علي محسن الأحمر والشيخ صادق الأحمر لم يحل دون سقوط قتلى في صنعاء وتعزحذر المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في اليمن أمس مما وصفها بأساليب مراوغة «بقايا النظام» في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لنقل السلطة في اليمن، وخصوصاً أن ترحيب صالح بالقرار جاء في الوقت الذي كانت فيه قواته تواصل استهداف المحتجين والمدنيين في عدد من المحافظات.
وقال المجلس، في بيان أصدره أمس، إن «النظام يهدف من وراء ذلك إلى جر الجميع إلى المواجهات المسلحة»، مشدداً على أن النقطة المحورية تتمثل في تأمين صالح عملية نقل السلطة وتنحي رأس النظام الذي هو أساس المشكلة»، مشيراً إلى أن «إنفاذها يؤدي إلى تحقيق الجزء الأعظم من القرار ويتوقف عليها إنفاذ باقي البنود، والتقدم خطوات نحو الحل». ولفت المجلس إلى أنه «من دون ذلك فإن (النظام) سيظل يهدر الوقت ويستهلكه ويسرف في تعميق المشكلات القائمة بل وإدخال البلاد في أتون الصراعات والنزاع والفوضى غير عابئ بنتائج سياساته العبثية على حاضر الوطن ومستقبله».
وبشأن دعوة نظام صالح المعارضة إلى الحوار، قال المجلس الوطني «يعلم القاصي والداني أن هذا الحوار لا طائل ولا جدوى منه». وأضاف «الحوار الذي يدعو إليه الآن هو حوار لمجرد الحوار واستهلاك للوقت لأن ما يدور وما تمارسه السلطة هو أعمال عسكرية وعرض قوة ومحاولة فرض أمر واقع يتوهمون بإمكانية تحقيقه في ظل ثورة شعبية متصاعدة وصامدة». وأكد المجلس الوطني أن الثورة الشعبية ماضية في تحقيق أهدافها».
تأتي هذه التصريحات في وقتٍ ذكر فيه موقع «المصدر أونلاين» أن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، سلم يوم السبت الماضي سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، مسودة وثيقة تتضمن رؤية النظام للآلية التنفيذية المزمنة للمبادرة الخليجية، في إطار ما وصف بـ«التعامل الإيجابي» مع قرار مجلس الأمن خلت من أي حديث عن استقالة صالح.
وطبقاً لهذه المصادر فإن هذه الرؤية تتضمن عدة مراحل، تتلخص المرحلة الأولى في توقيع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي على المبادرة، بعد الحوار على إدخال التعديلات اللازمة عليها، فيما تنص أهم بنود المرحلة الثانية على ضرورة أن تسمي المعارضة مرشحها لرئاسة الحكومة. كما تتحدث المسودة عن إجراء انتخابات وفقاً للسجلات الانتخابية الحالية، وبإدارة لجنة القضاة التي شكلها صالح نهاية العام الماضي ورفضتها المعارضة.
في هذه الأثناء، أعلن مصدر حكومي أمس أن قوات الرئيس اليمني ومعارضيها توصلوا إلى اتفاق لوقف فوري لاطلاق النار بهدف إزالة المظاهر المسلحة. بدورها، أكدت الفرقة اولى مدرع، بقيادة اللواء المنشق علي محسن الأحمر ومكتب شيخ قبائل حاشد حصول الاتفاق، من دون أن يمنع ذلك من استمرار سماع دوي الانفجارات في شمال العاصمة اليمينة أو في تعز.
وقتل شخص وأصيب العشرات بجروح عندما استهدفت القوات الموالية لصالح تظاهرة انطلقت من ساحة التغيير بجامعة صنعاء، فيما أكدت مصادر طبية مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفل وامرأتان، فضلاً عن اصابة أكثر من ثلاثين جراح بعضهم خطرة، في القصف العنيف الذي شنته القوات الموالية لصالح على أحياء سكنية في مدينة تعز.
في غضون ذلك، أعلن أطباء ومسؤولون في الجيش اليمني أن طائرة عسكرية يمنية تحطمت لدى هبوطها في مدرج مطار قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج بجنوب اليمن أمس، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص بينهم ثمانية مهندسين سوريين. ونقلت جثث القتلى والجرحى إلى مستشفى ابن خلدون المركزي بحوطة لحج حيث فرضت سلطات الأمن حراسة مشددة على المستشفى ومنعت الاقتراب منه.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)