بعد أسابيع من اللغط والمعلومات المتضاربة ونفي مقتل نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، أكدت قناة «الرأي» التي تبث من سوريا خبر مقتل خميس القذافي، الذي كان المجلس الوطني الانتقالي قد أعلنه نهاية آب الماضي، فيما زار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ طرابلس، داعياً إلى دمج الميليشيات في الحكومة الانتقالية.
وأفادت القناة التلفزيونية، التي بثت العديد من خطابات القذافي الصوتية في الفترة الأخيرة، أن خميس القذافي «لقي ربه في 29/8/2011 ببلدة ترهونة هو وابن خالته المجاهد الشهيد محمد عبد الله السنوسي (نجل رئيس جهاز الاستخبارات الفار) وهم يتصدون لأعداء وطنهم على طريق المجد والنصر والمبادئ التي تصان لتحيا ليبيا مزهوة ببيرق الله أكبر».
وهذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها تأكيد لخبر مقتل خميس من جهة موالية للقذافي، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الليبي مرات عديدة، كانت آخرها في شهر آب، مقتل خميس ودفنه في ترهونة جنوبي شرقي طرابلس. وخميس القذافي (28 عاماً) كان يقود لواءً عسكرياً يُعَدّ الأكثر فاعلية بين القوات الموالية للقذافي.

وفي سياق متصل، أعلن أحد القادة العسكريين لقوات المجلس الوطني الانتقالي وسام بن حميدي، أن عائلات مسؤولين سابقين من نظام القذافي يهربون من سرت، بينهم والدة المتحدث باسم الحكومة السابقة موسى إبراهيم وشقيقه. وقال بن حميدي، المكلف العمليات العسكرية على الجبهة الشرقية لسرت، إن من بين الركاب أشخاصاً «مطلوبين»، لكنهم «ليسوا مهمين»، مضيفاً أن بعض المقاتلين المؤيدين للقذافي حاولوا الهرب بين المدنيين.
ميدانياً، أعلن المجلس الوطني الانتقالي سقوط مدينة بني وليد (نحو 170 كيلومتراً جنوبي شرقي طرابلس) بأيدي قواته، فيما تستمر عمليات القتال على جبهة سرت شرقي طرابلس. وقال قائد لواء الزلتان التابع لقوات المجلس، سيف اللاسي، الذي شارك في الهجوم على بني وليد منذ الأحد الماضي، إن «المدينة تحررت بالكامل». وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس أن «الطريق أصبحت مفتوحة الآن شرقاً باتجاه سرت، وجنوباً باتجاه سبها وغرباً باتجاه طرابلس».
بدوره، قال رئيس غرفة عمليات الجبهة الجنوبية سالم غيث، إن مقاتلي المجلس الوطني هاجموا المدينة، من الجهتين الشمالية والجنوبية والتقوا في وسط المدينة.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ خلال زيارة قصيرة لطرابلس أهمية «دمج الميليشيات في عمل المجلس الوطني الانتقالي، وبعد ذلك وبالطبع في الحكومة الوطنية الانتقالية التي ستؤلَّف عند إعلان تحرير البلاد». جاء ذلك خلال زيارته للعاصمة الليبية، حيث أجرى هيغ محادثات مع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل، وأعاد فتح السفارة البريطانية وأعلن تعيين جون جينكينز سفيراً جديداً لليبيا.
وقال هيغ، بعد اللقاء، إن مهمة الجمع ما بين «العديد من الجماعات المختلفة» التي أسهمت في الثورة، تعد تحدياً رئيسياً للحكومة الليبية الجديدة. وأضاف أن العالم قلل في السابق من أهمية المجلس الانتقالي الذي يواصل تحقيق التقدم، متعهداً أن تواصل بريطانيا دعمها، بما في ذلك تقديم 20 مليون جنيه إسترليني (32 مليون دولار) لصندوق استقرار ليبيا، و20 مليون جنيه إسترليني أخرى لدعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية على موقعها الإلكتروني أن برلين دعمت هذا العام تأمين وتدمير الأسلحة الصغيرة وكذلك الصواريخ الأرض جو المحمولة على الكتف في ليبيا، بمبلغ 750000 يورو. وقالت إنه من طريق هذا المبلغ ستكوَّن فرق من المتخصصين الليبيين والدوليين الذين سيفتشون عن مخازن الأسلحة الصغيرة والذخائر، والتحفظ عليها وتدميرها. وتدعم ألمانيا هذا العام مشاريع للتخلص من الألغام في ليبيا بمبلغ 600000 يورو، فضلًا عن مشروع لتدمير 500000 لغم لم تُزرَع بعد بمبلغ 291000 يورو.
إلى ذلك، استأنفت شركة الخطوط الجوية الليبية أمس رحلاتها بين القاهرة وطرابلس بعد تعليقها لأشهر بسبب الحرب ومنطقة الحظر الجوي المفروضة فوق هذا البلد، حسبما ذكر مصدر ملاحي في مطار القاهرة. وأفاد المصدر بأن أول رحلة للخطوط الجوية الليبية آتية من طرابلس حطت صباح أمس في مطار القاهرة وعلى متنها 135 راكباً. وتابع المصدر قائلاً إن الرحلة من القاهرة إلى طرابلس نقلت 50 شخصاً.
وكانت الخطوط الجوية الليبية قد استأنفت في نهاية أيلول الماضي رحلاتها بين القاهرة وبنغازي في شرق ليبيا.
(أ ف ب، رويترز، الأخبار)