تركزّت اهتمامات السلطة الليبية الانتقالية على جبهات القتال في سرت وبني وليد، غداة سيطرة قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي على الوضع في العاصمة طرابلس في أعقاب اشتباكات اندلعت الجمعة الماضي. وتزامن ذلك مع بدء السلطة الليبية الحالية بهدم مقر الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في باب العزيزية جنوب طرابلس.ووسط قيام جرافتين بعمليات هدم المقر الحصين للقذافي، قال أحد المسلحين، ويدعى عصام سراج، «نحن نهدمه لأننا نريد هدم أي شيء يخص القذافي»، فيما طالب المقاتل عثمان «ببناء منظمة للسلام بدلاً من مقر إقامة القذافي».
وعلى جبهة بني وليد (170 كيلومتراً جنوبي شرقي طرابلس)، أكد القائد الميداني في المجلس الانتقالي أحمد الترهوني، أن «الثوار تمكنوا بالفعل حتى الآن، من تحرير ما يزيد على 85 في المئة من هذه المدينة (بني وليد)» بعد أكثر من شهر من المعارك الضارية مع كتائب القذافي، والتي يعتقد أن سيف الإسلام نجل العقيد معمر القذافي يتحصن فيها. وقال إن «تحرير بني وليد بات وشيكاً»، متوقعاً أن يتم ذلك «في غضون الأيام القليلة المقبلة».
وفي تلك الأثناء، أعلن حلف شمالي الأطلسي خلال عرضه الروتيني لعملياته أول من أمس، أن طائراته ضربت عربة عسكرية في بني وليد.
وعلى جبهة سرت (360 كيلومتراً شرقي طرابلس)، قال مصدر من المجلس الانتقالي إن قوات المجلس تسعى الى بسط السيطرة على الجزء الأخير من هذه المدينة من خلال معارك ضارية تخوضها مع كتائب القذافي في آخر معقل لهم في حي الدولار. وأضاف أنه رغم انسحاب قوات المجلس من حي الدولار بعد قصف صاروخي مكثف من كتائب القذافي، إلا أنهم تمكنوا من محاصرتها في مساحة لا تتجاوز 700 متر، ويسعون إلى القبض على عدد من القادة التابعين لها ومن بينهم المعتصم بالله نجل القذافي ومدير استخباراته عبد الله السنوسي. وبعد قصف عنيف بالصواريخ والمدفعية تمكنت كتائب القذافي أول من أمس من إجبار قوات المجلس على التراجع عن أطراف حي الدولار وحي الرقم 2، اللذين وصلت اليهما مساء الجمعة الماضي. وقرر قادة المجلس الانتقالي، بعد اجتماع عقدوه السبت الماضي، إرجاء الهجوم الشامل على الحيين في سرت، في مسعى للقبض على أقطاب النظام السابق أحياء، حيث يعتقدون انهم يتحصنون في الحيين.
وقال قائد عمليات الجبهة الشرقية وسام بن حميد عقب الاجتماع «نحن متأكدون أن (ابن القذافي مستشار أمنه) المعتصم و(وزير الدفاع المخلوع) أبو بكر يونس في الداخل». وأضاف «نعتقد أيضاً أن سيف الإسلام القذافي والقذافي نفسه ربما كانا في الداخل، ونريد القبض عليهما حيين لتسليمهما للقضاء بدلاً من ان نقتلهما».
وأفاد مستشفى ميداني على الطرف الغربي لمدينة سرت بأن قتيلاً وعشرة جرحى سقطوا في هذا الهجوم المضاد لقوات القذافي. وتحظى سرت بأهمية خاصة بالنسبة إلى المجلس الانتقالي، إذ أعلن أنه سيرجئ إعلان تحرير ليبيا وبدء الانتقال الى حكومة منتخبة الى أن تسقط المدينة.
من جهة ثانية، أطلقت أجهزة السلطة الانتقالية، أول من امس، حملة لتطهير العاصمة من المسلحين الموالين للقذافي غداة معارك عنيفة بالرصاص أدّت إلى مقتل ثلاثة أشخاص فضلاً عن الجرحى، في أول قتال في طرابلس منذ سيطرة قوات المجلس عليها في آب الماضي.
وهدأ الوضع صباح السبت في حي أبوسليم، بينما تعهد رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، باتخاذ اجراءات صارمة ضد المقاتلين الموالين للقذافي و«الخلايا النائمة» للنظام السابق، والتي قال انه سيتم استهدافها في عمليات تطهير.
وكان نائب رئيس اللجنة الأمنية في طرابلس عبد الرزاق العرادي قد أعلن أن مقاتلاً من المجلس الانتقالي واثنين من الموالين للقذافي قتلوا في المواجهات التي وقعت في حي أبوسليم فيما جرح نحو ثلاثين شخصاً. وقال العرادي، في مؤتمر صحافي، إن نحو 50 من المسلحين المؤيدين للقذافي كانوا وراء أعمال العنف، مشيراً إلى أن 27 منهم، بينهم أربعة من «المرتزقة الأفارقة»، اعتقلوا الجمعة الماضي.
واندلع القتال خلال تظاهرات في أبوسليم مؤيدة للقذافي بعد صلاة الجمعة الماضي.
(أ ف ب، رويترز)