مخيمات في كل مكان
العزيزة ربى
هل تقتصر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على الدول المحيطة بفلسطين، أي ما يسمّى دول الطوق؟ كنت قد سمعت أن هناك فلسطينيين في ليبيا، وكان القذافي قد طردهم إلى الحدود مع مصر. أسماء شاكر كتبت عن طفولتها في مصراتة في عدد سابق عن المخيمات، تذكرت أن هناك الكثير من اللاجئين أو من الفلسطينيين المهاجرين في دول أميركا الجنوبية مثل الأرجنتين وفنزويلا، وخصوصاً تشيلي. هذه الأخيرة، كما قيل لي، تضمّ أكبر جالية فلسطينية في الشتات. ومعروف أن اللجوء عندما حصل في عام 1948، هاجر أغلب اللاجئين إلى مناطق قريبة من مدنهم وقراهم؛ فأهل الشمال هاجر أغلبهم إلى سوريا ولبنان، وأهل الوسط إلى الضفة الغربية والأردن، والبعض إلى قطاع غزة، لكن هناك لاجئون في ليبيا والعراق، وقد يكون في بلدان أخرى أيضاً.
اللاجئون أنشأوا مجتمعات في المناطق التي هُجّروا إليها، وأصبحت المخيمات تارة مصدر إزعاج وتارة أخرى محطّ أنظار الحركات السياسية، مثل الأردن، التي رغم أن مخيم البقعة أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين، يمثّلهم نائب واحد. وهناك مجموعة من القرى الصغيرة قرب المخيم.
بعض العنصريين يعتقدون أنه يجب نزع الجنسية الأردنية عن اللاجئين ممن اكتسبوها، وهناك تعقيدات قانونية ودستورية في هذا الخصوص. المهم، ما أودّ فعلاً معرفته هو هل يوجد مخيمات غير تلك التي نعرفها؟ وهل هي مقتصرة على تلك التي تتبع لوكالة «الأونروا».
وأين تقع هذه المخيمات؟ وهل لها من وجود في بلدان غير تلك المحيطة بفلسطين التاريخية...؟
عبد الله درويش ـ مخيم بلاطة

■ ■ ■

شتات... لكن إلى أجل


العزيز عبد الله
هل سمعت بمخيم النيرب؟ لم تسمع به؟ فهل سمعت بمخيم حندرات أو مخيم الطالبية؟ هذه المخيمات وغيرها في سوريا والأردن قد لا تكون معروفة في كل مكان، ولكنها موجودة بنحو أو بآخر. في لبنان، هناك إضافة إلى المخيمات ما يسمّى تجمعات اللاجئين الفلسطينيين. وهي تسمّى كذلك لأنها غير معترف بها من قبل الأونروا. أي إن هذه الأخيرة لا تتبنّى غوثها ولا تشغيل أهلها. وحظوظ المخيمات من العناية والاعتراف تتباين في ما بينهما. فهناك مخيمات مخدومة جيداً، بمعنى أنها مزوّدة ببنى تحتية، وهناك منها ما يفتقر إلى أبسط الخدمات. في العراق يوجد مخيم البلديات للاجئين الفلسطينيين، كانت فيه خدمات لا ترقى إليها حتى المدن العراقية نفسها، ما ولّد حقداً في المجتمع العراقي على الفلسطينيين الذين كان صدام حسين، الرئيس العراقي المخلوع والراحل، يفضّلهم (لسبب ما) على المواطنين العراقيين. وقد حدثت مشاكل كثيرة، ما دفع الكثير منهم إلى الهجرة مرة أخرى، على الأغلب إلى الأردن، بسبب التهديدات التي كانت تصل إلى الفلسطينيين وتطالبهم بالمغادرة، وإلا فسيلاقون ما هو أسود من أيلول الأسود نفسه، «بحسب التهديدات» من بعض المتطرفين والجهلة.
في مصر هناك وجود للفلسطينيين أيضاً، ولكن معظمهم يسكنون، بحسب ما سمعت، في منطقة شبرا الشعبية في العاصمة المصرية القاهرة. وهناك من يسكن في منطقة الإسماعيلية. إن الاعتراف بمخيم وتسجيله يتطلبان اعترافاً من وكالة الغوث «الأونروا». ففي مخيم البقعة في الأردن، هناك مخيم داخل مخيم، ولكنه لا يُعترف به لأنه ليس مسجّلاً في أوراق الأونروا. إن المخيمات عموماً لها خصوصية معينة، لكنها تشترك في الكثير من السمات والملامح الاجتماعية تجعلك تعرف المخيم بمجرد الدخول إليه.
لكن مهما اختلفت هذه المخيمات، سواء بجغرافيتها أو تعامل الدولة التي يقع فيها المخيم، مثل مخيمات سوريا التي يعتبر اللاجئ الفلسطيني فيها «شبه مواطن سوري» لا ينقص من حقوقه (عن حقوق السوريين طبعاً) إلا حق الاقتراع، وفي لبنان كما قلت لك سابقاً مخيمات كثيرة من الشمال إلى الجنوب، إضافة إلى تجمعات فلسطينية، لكن كما سمعت هم محرومون هناك حتى من حق امتلاك منزل وتوريثه للأولاد لضمان «مستقبل ما لهم» بانتظار العودة، وذلك بحجة مكافحة فكرة التوطين! لكن يوجد الكثير من الفلسطينيين في الشتات: من السويد إلى الدنمارك إلى هولندا ... وطبعاً كندا التي حرصت كثيراً على تسهيل هجرة الفلسطينيين إليها، لسبب في نفس يعقوب، لا يخفى على أحد.
لكن كل هذه المخيمات، رغم الاختلافات، تتشارك في شيء واحد: مهما طال الزمن، فإنهم عائدون إلى فلسطين، كل فلسطين.
ربى حسن ــ الأردن