«اليد التي جمدت» هو عنوان كتاب الجنرال احتياط أوري ساغيه، رئيس الاستخبارات العسكرية «أمان» السابق الذي صدر أخيراً، أما اليد التي يقصدها فهي يد إيهود باراك وزير الأمن الإسرائيلي الحالي، الذي أوكل لساغيه خلال فترة رئاسته للحكومة الإسرائيلية ملف المفاوضات مع سوريا، في حين «جمدت يده» هو خوفاً من التوقيع على معاهدة سلام مع سوريا عندما اقتربت ساعة الحسم، وهو ما يدعو ساغيه إلى التساؤل «لماذا تخاف إسرائيل من سلام مع سوريا أكثر من الخوف من الحرب معها». ويقول المحلل السياسي لصحيفة «هآرتس»، عكيفا إلدار، في مقال تناول أهم ما جاء في الكتاب، إن المؤلّف «يؤكد ما ذهب إليه دنيس روس ومارتن انديك، اللذان كانا في طاقم المفاوضات الأميركي، من أن رئيس حكومة إسرائيل قد فوّت فرصة إنجاز اتفاق سلام مع سوريا»، علماً بأن باراك يلقي بالمسؤولية على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. ساغيه، الذي جلس بين باراك وأمنون ليبكين شاحاك، في اللقاء الذي جرى مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، في كانون الأول عام 2000، يورد كيف توجه الشرع إلى مضيفه بيل كلينتون، قائلاً «إذا أردت استعمال اللغة غير الدبلوماسية، سيدي الرئيس، كنت سأقول لقد استغفلوني، نعم السيد باراك استغفلني، في «بلير هاوس» اتفقنا على أجندة، هل هذا صحيح، سيدي الرئيس، وجنتا كلينتون احمرّتا واصطكّت أسنانه ولم ينفِ».
الشرع تحدث نصف ساعة، يقول ساغيه وأنا كإسرائيلي لم أشعر بالفخر، لقد قال لرئيس حكومة إسرائيل، إنه يكذب، إنه بدون صدقية، إنه يعد ولا يفي، وإنه يستغفل الجميع. وخلال فترة حديثه، حظي كل الوقت بدعم وتأييد رئيس الولايات المتحدة، الذي قال له أنت صادق مئة بالمئة، «المصيبة أن الشرع لم يكن مخطئاً»، يقول ساغيه.
إلدار يستنتج أن التوثيق التفصيلي والمميزات الحادة التي أوردها ساغيه حول كيفية إدارة باراك للمفاوضات مع السوريين، تغني التصور والرواية المتعلقة بالمفاوضات مع الفلسطينيين في كامب ديفيد في تموز2000. ويقول إنه عندما وصلت المفاوضات مع السوريين في شبردستاون إلى نقطة الحسم، بدأت تلاحق باراك أسئلة، يصفها ساغيه ساخراً بـ«الكارثية»، مثل هل ستجري مصافحة أو لا؟
وبحسب إلدار، فإن «ما يكسب انتقادات ساغيه الحادة ضد باراك الصدقية أنها لا تنطلق من إنسان حالم أو رومانسي، بل من إنسان أمضى خيرة سنوات حياته خلف فوهة البندقية، والسلام بالنسبة إليه هو مجرد وسيلة لتثبيت أمن إسرائيل». ويقول ساغيه «لا يمكن الاستمرار في الارتكاز إلى القوة العسكرية مهما كنت قوياً». ويضيف إن «الجيش الإسرائيلي قادر على الدفاع عن إسرائيل وحدودها، لكن الثمن المتوقع في حرب مقبلة يدعو إلى التفكير قبل الشروع في حرب كهذه».
(الأخبار)