دعت إيران السعودية، أمس، إلى «عدم الوقوع في الفخ» بشأن الاتهامات الأميركية لطهران بالضلوع في مؤامرة مفترضة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير، مؤكدة أن هذه القضية لا تخدم سوى مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل والفرقة بين طهران وجيرانها العرب. وكان اللافت أمس انضمام القيادي الإصلاحي محمد خاتمي إلى المحذّرين من هجوم عسكري محتمل على بلاده.
وقال خاتمي لموقع «راه سبز» الإلكتروني المعارض: «يجب على مسؤولينا السياسيين أن يكونوا حذرين وألا يعطوا أي ذريعة للولايات المتحدة الأميركية لاستهداف أمننا ووحدة أرضنا». وأضاف بلهجة منتقدة للنظام الحالي «أنا قلق لأن الذرائع لبدء حملات ضد إيران تزداد باطّراد، وتصاعد الذريعة الحالية واستخدام أي لغة عدائية من الممكن أن تكون لهما عواقب في النهاية على الشعب الإيراني فقط».
أما الموقف الرسمي فقد جاء على لسان نائب وزير الخارجية لشؤون أوروبا وأميركا، علي أهاني، الذي قال «نأمل أن تفهم المملكة السعودية أهداف هذه المؤامرة. على الرياض ألا تسقط في الفخ (الأميركي)، لأن أي اضطراب في العلاقات بين بلدان المنطقة لن تستفيد منه إلا الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي».
بدوره، انتقد مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أثناء استقباله السفير السعودي لدى طهران محمد بن عباس الكلابي، بيان السفارة السعودية في واشنطن «الذي كان متسرّعاً». وقال إن «على دول المنطقة ألا تسمح للصهاينة والأميركيين بأن يثيروا النعرات الطائفية والخلافات بين البلدان الإسلامية في المنطقة».
في هذه الأثناء، رأى رئيس البرلمان علي لاريجاني أن الأميركيين لجأوا إلى هذا السيناريو وإثارة الفتنة لتحميل الآخرين مسؤولية فشلهم في منطقة الشرق الأوسط»، فيما وصف رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان علاء الدين بروجردي، «الادّعاءات الواهية التي أطلقتها أميركا» بأنها «مضحكة، والهدف منها تشويش الأذهان وصرف أنظار الرأي العام عن أزمتها الداخلية».
بدورها، أجمعت الصحف الإيرانية الصادرة أمس، بكافة توجهاتها، على رفض الاتهامات الأميركية لطهران. واتهمت صحيفة «جافان» القريبة من الحرس الثوري واشنطن بالضلوع في القضية، مشيرة إلى «غياب الأدلة» وإلى «فشل مؤامرة أميركية جرى نسجها مع لص سابق»، في إشارة إلى المواطن الأميركي الإيراني المتهم بالقضية. وقالت صحيفة «كيهان» «إن هذا السيناريو المثير للشفقة.. لا يهدف إلا إلى تحويل الاتجاه عن المشاكل التي تواجهها واشنطن».
من جانبها، رأت صحيفة إمروز المحافظة أن الاتهامات الأميركية «لا تمثّل إلا مسعى جديداً لتفعيل سيناريو قديم لزرع بذور الفرقة بين أكبر بلدين مسلمين».
ولم تشذّ صحف الإصلاحيين عن هذه الانتقادات. وقالت صحيفة «شرق» ساخرةً إن سيناريو المؤامرة المفترض يتحدّى «ألعاب الفيديو الأشد تعقيداً».
وذكرت «اعتماد» أن «أميركا وأوروبا تريدان استخدام هذه الاتهامات الجديدة لتفعيل ملف إيران النووي أمام مجلس الأمن الدولي».
من جهة ثانية، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن تطوير العلاقات والتعاون بين إيران وقطر يمثّل عاملاً مهماً لإقرار التفاهم بين دول المنطقة والحيلولة دون تدخل القوى الأجنبية. ووصف نجاد خلال استقباله أمس وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، خالد العطية، الذي سلّمه رسالة من أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، العلاقات بين طهران والدوحة بأنها «أخوية وودية».
(أ ف ب، رويترز)