تظاهرة لأنصار الأسد ترفض التدخل الخارجي

شهدت العاصمة السورية، أمس، مسيرة حاشدة تأييداً للإصلاح ورفضاً للتدخل الخارجي، فيما سجّل تراجع ملحوظ في المواجهات في المناطق الساخنة
احتشد مئات الآلاف من السوريين المؤيّدين للنظام، أمس، في ساحة السبع بحرات، وسط العاصمة السورية دمشق، دعماً لبرنامج الإصلاح الذي أعلنته القيادة السورية، ورفضاً للتدخل الخارجي، ولتقديم الشكر لروسيا والصين على موقفهما في مجلس الأمن الدولي.
وقال رئيس اتحاد الصحافيين السوريين الياس مراد، لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، إن «أي جهد لا يصبّ في مصلحة الوطن هو جهد ضائع،

وما عبّرت عنه الجماهير اليوم هو رفض لكل أشكال التدخل الخارجي، وتأييد لمشروع الإصلاحات التي بدأت تأخذ طريقها إلى التنفيذ»، فيما قال شاب يدعى علي «من يحرص على سوريا عليه أن يعمل لأجل أمنها وسلامتها، إن كان من قوى المعارضة أو السلطة».
في المقابل، رأى الكاتب السوري لؤي حسين أن خروج المسيرة المؤيّدة للنظام في هذا التوقيت والظروف المتجدّدة، ما هو إلا «محاولة لعرض عضلات النظام، من خلال احتكامه إلى الشارع، وتأكيداً منه أن الشعب السوري يؤيّد النظام وتوجهاته، لكن هذه الإيحاء غير دقيق». وقال حسين إن هذه المسيرة الحاشدة «لا تعادل مطلقاً، لا بحجمها ولا بأثرها، أي تظاهرة صغيرة مناهضة للنظام السوري تخرج في أي مكان من الأراضي السورية، عندما يتعرض من يخرج فيها للرصاص الحي أو الاعتقال والتقديم إلى المحاكمة بتهم مختلفة. هذه المسيرة لا تعبّر أبداً عن وجهة نظر جميع الشعب السوري».
من جهته، قال أحد الصحافيين، رافضاً الكشف عن اسمه، «بالتأكيد من حق أي فرد أن يعبّر عن حريّته في تسمية من يشاء لقيادته، وشكر من يشاء بسبب تطابق الموقف السياسي. ولكن أعتقد أنّ النظام يريد أن يعمّق الهوة بين مؤيّديه وأغلبية الشعب السوري». وأضاف «الموضوع عبارة عن مسرحية حقيقية. الشعب السوري عندما يتأكد من عدم تعرضه للقتل والاعتقال في تظاهرة ضد النظام، فسيخرج عن بكرة أبيه. شاهدنا ساحة العاصي في حماة وساحة الساعة في حمص وشوارع دير الزور».
وجاءت المسيرة بالتزامن مع تظاهر العشرات من السوريين أمام السفارة الليبية في دمشق تنديداً باعتراف المجلس الوطني الانتقالي الليبي بالمجلس الوطني السوري، وبعد يوم واحد من تجمع مماثل أقامه المئات من السوريين أمام مقر الأمم المتحدة بدمشق «رفضاً لمحاولات التدخل الخارجي في شؤون بلادهم وللجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري».
في موازاة ذلك، جددت المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان، خلال محاضرة في معهد الدبلوماسية والعلاقات الخارجية التابع لوزارة الخارجية الماليزية، التأكيد أن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح النابع من قرارها السيادي وحاجة المواطنين، بعيداً عن أي إملاءات خارجية»، بالتزامن مع إعلان وزارة الداخلية أن «منح البطاقة الانتخابية لمن ينطبق عليهم شرط السن مستمر حتى يوم انتخابات الإدارة المحلية ومجلس الشعب».
من جهتها، قالت السفيرة الروسية في ماليزيا، ليودميلا فوروربيفا، في مداخلة لها، إن «السبب الذي دعا روسيا والصين إلى استخدام حق الفيتو هو حماية مصالح الشعب السوري والمبادئ الأساسية للقانون الدولي».
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع دوي انفجار ضخم في مدينة دوما الواقعة في ريف العاصمة السورية قرب مفرزة أمن الدولة، ترافق مع انتشار أمني كثيف في شوارع المدينة وفرض حظر للتجوال. وفي حمص، أشار المرصد إلى أنه «سمعت أصوات انفجارات قوية هزّت حي دير بعلبة، ترافقت مع سماع أصوات إطلاق رصاص كثيف في حي بابا عمرو استمر لمدة ربع ساعة». ولفت المرصد إلى أن «حي الخالدية في حمص لا يزال يخضع لحصار من قبل الحواجز الأمنية والعسكرية المنتشرة فيه»، مشيراً كذلك إلى أن حملة دهم واعتقالات في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب أسفرت عن اعتقال 23 شخصاً.
من جهة ثانية، أعلن المحامي ميشال شماس أن القضاء السوري قرر الإفراج بكفالة عن المعارض البارز وليد البني المعتقل منذ 6 آب بتهمة التحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية، بكفالة مالية قدرها 1150 ليرة سورية (23 دولاراً أميركياً) ومحاكمته طليقاً بتهمة التحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية»، فيما بثّ التلفزين السوري مقابلة مع والد طفلة تدعى علا، أشارت وسائل إعلامية إلى أن قوات الأمن قتلتها وحاولت أخذ جثتها، مؤكداً أنه عندما قتلت ابنته لم يكن بجانبها عناصر أمن يريدون أخذها.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه وُجّه الاتهام إلى مواطن أميركي سوري المولد، يدعى محمد أنس هيثم سويد، بالتجسس على الناشطين في الولايات المتحدة من معارضي النظام السوري، و«تقديم معلومات استخبارية إلى وكلاء هذا البلد». ووفقاً للائحة الاتهام، سافر سويد إلى سوريا في شهر حزيران للقاء الأسد شخصياً، وحاول تجنيد أشخاص لمراقبة المعارضين والمحتجين السوريين في الولايات المتحدة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



غليون يدعو إلى أجواء صالحة لاحتواء الموقف

أعلن القيادي في المجلس الوطني السوري برهان غليون، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية، استعداده لزيارة روسيا في حال تلقي المجلس دعوة من الأخيرة. وعن إمكان احتضان موسكو لحوار بين السلطة والمعارضة، قال غليون إن «الحوار مع النظام ليس ممكناً، لا في موسكو ولا في أي مكان، من دون تحقيق الشروط الأساسية اللازمة له، وعلى رأسها سحب الجيش ووقف عمليات القتل والتنكيل والاعتقالات وفتح تحقيق جدي». ولفت إلى أهمية أن يقدم الجانب الروسي على مبادرة تهدف إلى توفير أجواء صالحة لاحتواء الموقف، مشدداً على أن «كل قطرة دم تسيل تدمر أي فرصة للحوار».
كذلك أعرب عن أمله بحصول المجلس على «اعتراف قريب من جانب بلدان عربية، وليس فقط من الغرب»، وذلك تزامناً مع اعتبار أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن ولادة المجلس الوطني السوري تمثّل «خطوة مهمة لمصلحة سوريا إذا استطاعت الحكومة السورية الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للأمة السورية توازنها ويبني مستقبلها من جديد».
في هذه الأثناء، التقى أعضاء من المجلس الوطني السوري، بينهم غليون، بوزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط ألستير بيرت في فرنسا، وتخلل الاجتماع تأكيد بريطاني على أن «إنشاء المجلس الوطني السوري خطوة إيجابية للجمع بين أطياف واسعة من ممثلي المعارضة السورية»، وأن «أي تغيير في سوريا يجب أن يكون بقيادة سورية وخالياً من العنف». أما غليون، فقد أشار إلى «أهمية تأسيس رؤية مشتركة لمستقبل سوريا، ووضع خطة ذات صدقية لكيفية التحرك سلمياً نحو نظام سياسي بديل».