لا تزال مدينة سرت الليبية تعيش معارك محتدمة بين عناصر المجلس الوطني الانتقالي وكتائب الزعيم المخلوع معمر القذافي التي تقاوم بشدة للحفاظ على نقاط تسيطر عليهاأعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، خلال زيارته سرت أول من أمس، أن السيطرة على المدينة ستستغرق يومين آخرين، بينما ذكر قادة ميدانيون تابعون للمجلس الانتقالي، أن مقاومة المقاتلين الموالين للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي على هذه الجبهة تداعت اثناء الليل، وأنه لا يزال هناك جيبان صغيران صامدان.
وقال القائد الميداني في القوات التي تسيطر على ليبيا، ويدعى حمزة، «يبدو كأنه لا توجد مقاومة من رجال القذافي. لا اشتباكات اليوم (أمس)».
وأضاف «اكثر من 80 في المئة من سرت الآن تحت سيطرتنا. لا يزال رجال القذافي في أجزاء من الحي رقم 2 وحي الدولار».
وكانت قوات المجلس قد أبدت اعتقادها بأن المعتصم ابن القذافي، وهو مستشاره للأمن القومي، لا يزال متحصناً في سرت. لكن بقايا قوات القذافي المحاصرة من ثلاثة جوانب في سرت، والجانب الرابع هو البحر، تقاتل بشراسة ربما لاعتقادها بأنها ستواجه معاملة سيئة أو أوضاعاً أسوأ من هذا على أيدي عدو غير منضبط.
في هذه الاثناء، تفقد رئيس المجلس الانتقالي المقاتلين الذين يواجهون كتائب القذافي. وقال مسؤول في المجلس لوكالة فرانس برس في طرابلس، إن عبد الجليل قام بزيارة لمدة ساعتين لسرت، والتقى مقاتلين في الخطوط الأمامية. وزار خصوصاً مركز واغادوغو للمؤتمرات. واعلن انه يتوقع سقوط سرت كلها بين أيدي مقاتليه لاعلان «التحرير الكامل» لليبيا، ما سيمهد لتشكيل حكومة مهمتها ادارة مرحلة انتقالية الى حين اجراء انتخابات عامة.
من ناحية ثانية، أشادت الممثلة الأميركية سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، انجلينا جولي، بالمشاركة الليبية «غير العادية» في الثورة.
ووصلت جولي إلى ليبيا أول من أمس، وتفقدت مصراتة ورأت ما حل بها من دمار. كذلك جابت شوارع طرابلس في سيارة دفع رباعي ومعها حراس شخصيون. وقالت إنها التقت بمسؤولين من المجلس الوطني الانتقالي خلال زيارتها التي استمرت يومين، مؤكدة أن زيارتها تهدف إلى إبراز محنة المهاجرين والليبيين الذين نزحوا بسبب الحرب، خصوصاً أن جولي سفيرة لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين أيضاً.
في غضون ذلك، قال وزير النقل والمواصلات في الحكومة الانتقالية الليبية، أنور الفيتوري، إن المطار الدولي الرئيسي في البلاد سيعاد افتتاحه خلال شهر وإن عدداً من شركات الطيران الدولية وافقت على استئناف رحلاتها. واضاف الفيتوري لوكالة «رويترز» أن شركة اليتاليا (الخطوط الجوية الإيطالية) وافقت على استئناف الرحلات الجوية ابتداءً من الثاني من تشرين الثاني المقبل. وأشار إلى أن المجلس الانتقالي تلقى أيضاً طلبات من شركات «إير فرانس» و«مصر للطيران» و«الخطوط الملكية الأردنية» و«الخطوط التونسية» و«الخطوط النمساوية». وقال إنه يتوقع استئناف الرحلات الجوية الدولية مرة أخرى خلال شهر، وإن جميع شركات الطيران الدولية التي ذكرها ستبدأ رحلاتها في تشرين الثاني المقبل.
وتسلمت الحكومة الانتقالية مطار طرابلس الدولي من جماعة من المقاتلين الاثنين الماضي في إطار جهودها لتعزيز سيطرتها على البنية التحتية الاستراتيجية.
(أ ف ب، رويترز)