فيما أبدت قوات المجلس الوطني الانتقالي، الذي يحكم ليبيا مؤقتاً، تصميمها أمس على السيطرة سريعاً على كل مدينة سرت، تراجعت من بني وليد، حيث سقط لها 17 قتيلاً في الاشتباكات مع قوات العقيد معمر القذافي. أمام هذه التطورات، أعلن الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في بوخارست، أن عملية الحلف في ليبيا «شارفت على نهايتها».وقال راسموسن خلال مؤتمر صحافي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية البرلمانية للحلف: «أصبحنا قريبين من إنهاء هذه العملية».
وأوضح قائلاً: «سنواصل هذه العملية ما دام يستلزم الأمر للتحقق من أن المدنيين ليسوا مهددين، لكننا في الوقت نفسه على استعداد لإنهاء هذه المهمة ما إن يسمح الوضع بذلك».
وفيما تؤكد قوات المجلس الوطني الانتقالي أنها تسيطر على 90 في المئة من مدينة سرت مسقط رأس القذافي، قال راسموسن إن الحلف الأطلسي يجهل مكان وجود الزعيم الليبي الفار، مؤكداً أن «القذافي ليس هدف مهمتنا».
ميدانياً، أعلن مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي تعليق عملياتهم العسكرية في بني وليد، فيما نقل مراسل قناة الجزيرة الفضائية عن قادة ميدانيين للمجلس أنهم سيطروا على مواقع متقدمة داخل مدينة سرت (الواقعة على بعد 360 كيلومتراً شرقي طرابلس)، بعد اشتباكات ضارية مع كتائب القذافي، استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وأفاد مراسل «الجزيرة» بأن مقاتلي الانتقالي اعتقلوا ابن شقيقة القذافي أحد قادة الكتائب الأمنية في المدينة عبد الرحمن عبد الحميد في سرت.
وعلى الجبهة الشمالية الشرقية، حيث تسيطر قوات المجلس الانتقالي على قسم كبير من الواجهة البحرية، قال مقاتل من قوات المجلس: «نحن مصممون على السيطرة على سرت اليوم» (أمس)، فيما أكد القائد في قوات المجلس طارق دريسا، أن قواته أصبحت الآن «على مسافة أقل من 1.5 كيلومتر من الساحة المركزية».
وفي جنوب غرب هذه المدينة، وبالقرب من مركز واغادوغو للمؤتمرات، قصفت قوات المجلس الانتقالي مواقع القذافي بدبابات وصواريخ مضادة للدبابات من موقع مرتفع جداً.
وفي بني وليد، المعقل الآخر للموالين للقذافي على بعد 170 كيلومتراً جنوبي غربي طرابلس، لقي 17 مقاتلاً من قوات «الانتقالي» حتفهم وجرح خمسون آخرون في معارك. وقال مراسل الجزيرة حسن الراشدي إن مقاتلي الانتقالي اضطروا إلى الانسحاب من مطار مدينة بني وليد بعد ساعات من سيطرتهم عليه.
وكان قائد مقاتلي «الانتقالي» في بني وليد موسى يونس قد أعلن في وقت سابق أن قواته استولت على المطار بعد معارك ضارية، وأنها أصبحت على بعد كيلومتر واحد من مركز المدينة. وأضاف: «قواتنا انسحبت في وقت متأخر من ليل الأحد من المطار ومن مواقع متقدمة في المدينة، كانت قد سيطرت عليها، لكنه انسحاب تكتيكي». وقالت مصادر من مقاتلي الانتقالي إنهم تلقوا أوامر بعدم الهجوم على المدينة والاكتفاء بمواصلة محاصرتها حتى السيطرة على سرت، بغية إرسال دعم للمقاتلين المرابطين حول المدينة من مدينة مصراتة. وفي شمال جمهورية مالي، يستعد السكان والسلطات والمنظمات غير الحكومية لاستيعاب مئات الماليين الذين قاتلوا في جيش العقيد القذافي في ليبيا، بهدوء في منطقة تتأثر أصلاً بوجود تنظيم القاعدة.
وأوضح منظمو حفل استقبال أُعدّ للجنود في شمال كيدال (شمال شرق مالي) الواقعة على حدود الجزائر ،أنه أجريت حملة تبرعات لجمع الأموال لاستقبال العسكريين السابقين المنحدرين من مالي، الذين حصلوا على الجنسية الليبية، ويفترض أن يصلوا خلال أيام. وحسب تعليمات أركان الجيش، ستنزع أسلحة الذين يعودون بأسلحتهم «بهدوء».
(أ ف ب، الأخبار)