طرابلس | في أوّل تفاعل رسميّ مع الجدل حول عودة محتملة لليهود من أصل ليبي الى البلاد، قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مطفى عبد الجليل، إنّ الأمر متروك «للبرلمان الذي سينتخبه الشعب الليبي». وأوضح، في تصريح لقناة «العربية» السعودية، يوم الأربعاء الماضي، إنّه يُستثنى من ذلك من يحتفظ بجنسيّة ثانية؛ قبل أن يضيف إنّ من يحمل «جنسية دولة إسرائيل» غير مرحبّ به.وكان تقرير بثّته قناة «أورنيوز» بالعربيّة، الأسبوع الماضي، قد تحدث عن رغبة يهود من أصل ليبي في العودة إلى ليبيا، في أعقاب إطاحة الزعيم الفارّ معمر القذافي. التقرير أثار جدلاً واسعاً في الشارع الليبي، إذ تظاهر العشرات من الليبيين يوم الاثنين الماضي بميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس (على هامش مسيرة مساندة للمجلس الانتقالي) ورفعوا لافتات مندّدة بأيّ عودة محتملة لليهود الى ليبيا، وطالبوا المجلس الانتقالي بتوضيح موقفه من الأمر. ومن بين الشعارات التي رفعها المحتجّون «لا لوجود اليهود على أرضنا»، «سنعاملهم كما يعاملون أشقّاءنا في فلسطين». وهتف البعض منهم «يا مجلسنا يا مجلسنا ما نبغي يهودي يدنّسنا».
وقالت مروى (مهندسة شابّة تعمل في شركة هالبرتون الأميركية)، إحدى المشرفات على صفحة «لا لعودة اليهود الى ليبيا» على موقع «فيس بوك»، لـ«الأخبار» إنّ الشعب الليبي بأكمله يرفض «تدنيس اليهود لأرض ليبيا، وإنّ القرآن واضح بهذا الصدد». لكن الناشط الحقوقي، طلال اسكندر، لا يوافقها الرأي، ويؤكّد «ضرورة التمييز بين اليهودية كدين والصهيونية التي تحتل فلسطين».
أمّا المواطن الصادق الطرهوني، الذي عرّف نفسه كباحث في التاريخ، فقد حاجج بأنه «لا أحد طرد اليهود من ليبيا... هم من قرّروا الهجرة بأنفسهم».
وأضاف «عندما قامت ثورة اليهود في طرابلس سنة 43... فإن الليبيين عرباً وأمازيغ حموهم من بطش الفاشيين الإيطاليين». وتساءل: «أين كانوا طيلة هذه السنوات التي كنّا نناضل فيها ضدّ استبداد الطاغية القذّافي»؟
وقد أعلن ناشطون على موقع «فيس بوك» نيّتهم تنظيم تحرّك احتجاجي جديد لرفض «عودة» اليهود من أصل ليبي يوم الجمعة المقبل، في مسعى لقطع الطريق على أي اتصالات قد تفضي إلى عودتهم.