تطغى التغيرات العسكرية المتسارعة في الميدان على المشهد السياسي اليمني، رغم بقاء الوفد اليمني في العاصمة العمانية، بانتظار إنهاء المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ حراكه الدولي، ولا سيما بعد جلسة مجلس الأمن قبل يومين التي ظلّت مجرياتها بعيدة عن الإعلام. لكن خرقاً جديداً برز أمس، في الركود السياسي الراهن، حيث أعلن الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي عن «خطة لاستئناف الحوار السياسي» في جعبة حكومته.
وإلى جانب التطورات العسكرية الكبيرة التي يشهدها الجنوب اليمني، ولا سيما مدينة عدن التي شنّت فيها قوات «الحراك الجنوبي» هجوماً ضد الفصائل الأخرى المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي، اتسعت رقعة المواجهات في الأيام الماضية، من الوسط إلى الشمال، مع محاولات العدوان فتح المزيد من الجبهات في محيط العاصمة صنعاء.
وتمكن الجيش و«أنصار الله»، أمس، من استعادة زمام المبادرة ميدانياً في عدد من المواقع، ولا سيما في الوسط، حيث سيطروا على مدينة الرضمة في محافظة إب. وقالت وسائل اعلام نقلاً عن مصادر في المجموعات المسلحة إن «أنصار الله» استعادوا السيطرة على المدينة، بعد مواجهات عنيفة اندلعت أول من أمس. أما في محافظة تعز، فأعلن «أنصار الله» استعادتهم مناطق متعددة؛ منها مديرية صبر.

انقطاع الكهرباء عن مناطق سعودية في الجنوب بعد قصف محطة نجران

ونفت مصادر يمنية ما روجت له وسائل إعلام قريبة من العدوان في الأيام الماضية بشأن انسحاب «اللجان الشعبية» من صنعاء وتسليم المقار الحكومية للجيش. وقالت المصادر إن «اللجان الشعبية» «ذائبة» في الجيش والأجهزة الأمنية، بمعنى أن وجودها ليس منفصلاً عن وجود الجيش من خلال زيّ منفصل عنه على سبيل المثال، مضيفةً من هذا المنطلق، إن الحديث عن انسحابها لا أساس له من الصحة. وفي سياق تجهيز المجموعات المسلحة لمعارك في الشمال، عثرت «اللجان الشعبية» على أموال، منها خمسة وعشرون مليون ريال سعودي بحوزة عناصر تكفيرية في مدينة أرحب شمال صنعاء، وقبل ذلك عثرت إحدى نقاط التفتيش على عشرين مليوناً بحوزة تكفيري آخر. وكانت الأجهزة الأمنية قد ألقت القبض على «خلايا إرهابية» في صنعاء تابعة لحزب «الإصلاح». وفي محافظة ذمار، ضبطت الأجهزة الأمنية و«اللجان الشعبية» خلية متنكرة بزي نسائي في إحدى نقاط التفتيش على مدخل مدينة ذمار. ونقلت وكالة «سبأ» عن مصادر أمنية، أنّ «الخلية الإرهابية تتكون من خمسة أشخاص؛ بينهم امرأة، يحملون الجنسية الإثيوبية». وأوضحت المصادر أن الخلية كانت قادمة من محافظة تعز، في طريقها إلى صنعاء لتنفيذ أعمال إرهابية، مؤكدةً أن الأجهزة الأمنية تجري تحقيقاتها معها.
أما على الحدود مع السعودية، فتسبب قصف الجيش و«اللجان الشعبية» لمحطة الكهرباء في نجران، بانقطاع الكهرباء في بعض مناطق جنوب السعودية.
في هذا الوقت، أعلن هادي أن المجموعات الموالية له «في طريقها لاستعادة محافظة تعز» من قبضة الجيش و«أنصار الله»، مؤكداً أن حكومته لديها خطة لاستئناف الحوار السياسي في البلاد. وكشفت حكومة هادي خلال اجتماع لها في مقرها في الرياض أنها ستعلن خلال الأيام المقبلة عن مبادرة لاستئناف العملية السياسية.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية، راجح بادي، إن «الجيش بالتعاون مع المقاومة الشعبية حرر معظم المحافظات من الحوثيين، ويسعى لاستكمال تحريرها جميعها؛ بما فيها صنعاء وعمران وصعدة». ودعا بادي «أنصار الله»، من مقرة في الدوحة، إلى «استيعاب الدرس بعد هزائمهم المتلاحقة في غالبية المدن اليمنية»، مطالباً إياهم بتطبيق قرار مجلس الأمن 2216 «حتى لا يراق الكثير من الدماء»، معتبراً أن «أي حل بعيد عن قرار مجلس الأمن مرفوض بشكل كامل».
وشن طيران التحالف سلسلة غارات على اللواء 26 التابع للجيش اليمني في مديرية السوادية في محافظة البيضاء. وكثف غاراته على محافظة الحديدة، مطاولاً أهدافاً في الخط الساحلي بين زبيد والخوخة جنوبي مدينة الحديدة، في وقتٍ شهدت فيه مديرية الحسينية جنوب الحديدة هجوماً انتحارياً مساء أمس.

(الأخبار، الأناضول)