رأت المجموعة الدولية للأزمات، في تقرير أول من أمس، أن الدولة العراقية التي قامت بعد الاجتياح الأميركي تستند إلى مؤسسات ضعيفة تشجّع الفساد، ما أسهم في انتشار عناصر إجرامية ومصالح خاصة في الإدارة، وهذا ما يهدد عودة الاستقرار إلى البلاد. وجاء في التقرير أن «شلل الدولة أسهم في انتشار عناصر إجرامية ومصالح خاصة في الإدارة». وأشار إلى أن المؤسسات التي أقيمت بموجب دستور عام 2005 للإشراف على عمل الحكومة كانت «عاجزة عن إثبات نفسها في مواجهة تدخلات الحكومة وتصلّبها ومناوراتها، وكذلك إطار تشريعي يعاني عجزاً وتهديدات دائمة بوقوع أعمال عنف».ولمعالجة هذا الوضع، توصي المنظمة رئيس الوزراء نوري المالكي بتعزيز تشريعات مكافحة الفساد، كذلك يطالب التقرير الولايات المتحدة والأسرة الدولية بالتنديد علناً بغياب الإصلاحات السياسية في العراق وبتقديم مساعدة فنية لمكافحة الفساد.
وفي ما يبدو تأكيداً لما ذكره التقرير، أعلنت وزارة الداخلية العراقية اعتقال 38 عنصراً من ميليشيا عصائب أهل الحق الشيعية بتهمة ابتزاز مدنيين في أحد أحياء بغداد ذات الغالبية الشيعية. وأكد الناطق باسم الوزارة، اللواء عادل دحام، أن هذه الجماعة تعمل بالتنسيق مع أصحاب محال العقارات على تهديد السكان لبيع ممتلكاتهم بسعر زهيد جداً وتبتزّ سكان الحي وترغمهم على دفع مبالغ كبيرة تصل إلى عشرة ملايين دينار عراقي (تسعة آلاف دولار).
كذلك أصدرت وزارة الداخلية العراقية أمس توجيهات إلى كل الحواجز الأمنية تقضي بتفتيش مواكب السيارات لمنع استخدام الآليات الحكومية في تنفيذ عمليات اغتيال. وقال دحام إنه جرى «ضبط العديد من السيارات التابعة للدوائر الحكومية استخدمت في تنفيذ عمليات القتل، سواء باستخدام السلاح الكاتم أو غيره». وأكد «اعتقال عدد من الإرهابيين الذين نفذوا تلك العمليات»، مشيراً إلى أن بعضهم من حمايات المسؤولين الشخصية.
إلى ذلك، صدّق مجلس الوزراء أمس على عقد تطوير حقل غاز «عكاظ» في محافظة الأنبار غرب العراق، المبرم مبدئياً مع شركة كورية، فيما تستعد وزارة النفط لتوقيعه مع الشركة المذكورة على نحو نهائي في 13 تشرين الأول المقبل. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد، في بيان أمس، إن الأولوية في المشروع «ستكون لرفد محطات الطاقة الكهربائية بالغاز المنتج، فضلاً عن الصناعات التي تعتمد على الغاز في إنتاجها، فيما سيصدّر الفائض إلى خارج العراق».
من جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى مقاطعة الشركات النفطية التي دعمت احتلال العراق، معتبراً أن المقاطعة تضرّ بها أكثر من الحرب.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)