غداة فشل المجلس الوطني الانتقالي الليبي في تأليف حكومة جديدة بسبب الخلاف على بعض الحقائب، تواصلت معارك عنيفة أمس على محور بني وليد، التي لا تزال قوات معمر القذافي متحصنة فيهاأعلنت قوات الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، أمس، أنها ألقت القبض على 17 من المرتزقة، بعضهم من بريطانيا وفرنسا، بينما شهدت مدينة بني وليد معارك طاحنة، بعدما دخلتها أعداد كبيرة من الثوار صباح أمس.
وقال المتحدث باسم العقيد القذافي، موسى إبراهيم، لقناة «الرأي»، التي تبث من سوريا، إن «القوة الخاصة التي قبضنا عليها تبلغ 17 مرتزقاً غالبيتهم فرنسيون، واثنان منهم إنكليز، وقطري واحد، وشخص من جنسية آسيوية لم تحدد بعد. المجموعة قُبض عليهم في بني وليد، منهم خبراء فنيون، ومنهم بعض الضباط الاستشاريين». غير أن متحدثاً باسم الحكومة الانتقالية نفى لاحقاً وجود أسرى بريطانيين أو فرنسيين في بني وليد، كذلك قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه «ليس لنا مرتزقة فرنسيون في ليبيا».
ميدانياً، أعلن المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي أحمد عمر باني، سيطرة الثوار على جزء من منطقة سبها وسط البلاد، فيما صدت قوات القذافي هجمات متكررة من الثوار في بلدة بني وليد، وتصدت لمحاولات السيطرة على مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم المخلوع. وأدت المحاولات الفاشلة للسيطرة على معاقل القذافي إلى فرار الثوار بنحو فوضوي.
وقال المسؤول المحلي في السلطات الجديدة عبد الله كنشيل، لوكالة «فرانس برس» إن «الثوار دخلوا بني وليد هذا الصباح (أمس) وهم يخوضون معركة عنيفة»، مؤكداً أن تحرير هذه الواحة المترامية سيتحقق «في اليومين المقبلين».
وأضاف إن المقاتلين التابعين للقذافي، الذين يدافعون عن المدينة، «معظمهم مرتزقة من تشاد والنيجر وتوغو»، مؤكداً أن المفاوضات جارية للسماح للمدنيين الذي قدرهم بقرابة 50 ألف شخص بمغادرة المدينة.
وقال مقاتلون ليبيون إن تخبط الأوامر وعدم وجود قيادة مركزية وحدوث انشقاقات في الصفوف أمور تعوق جهود الحكومة الانتقالية للسيطرة على بلدة بني وليد.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها اتفقت مع المنظمة الدولية للهجرة على ترتيبات لإجلاء الرعايا المصريين الراغبين في مغادرة مدينة سبها بجنوب ليبيا.
في سياق متصل، قالت القوات المسلحة التركية، في بيان لها، إن طائرة شحن عسكرية تابعة لها استهدفتها نيران مضادة للطائرات في ليبيا بعدما أسقطت مساعدات غذائية، لكنها عادت إلى تركيا بسلام.
في غضون ذلك، قال القائد العسكري لمدينة طرابلس، عبد الحكيم بلحاج، إنه يرغب في بناء «دولة مدنية» ديموقراطية في ليبيا. وفي مقابلة مع «رويترز» توقع هزيمة القذافي الكاملة قريباً جداً، وقال إن الاستقرار يستتب في طرابلس بالتدريج في إطار عملية ستؤدي في النهاية إلى عودة الشرطة إلى الشوارع، معرباً عن عدم معارضته لانضمام ثوار إلى الشرطة إذا رغبوا في ذلك. وجدد بلحاج مطالبته بريطانيا بالاعتذار عن دورها في نقله إلى ليبيا إبان حكم القذافي.
وقال بلحاج إن كل الليبيين سيشاركون في بناء ليبيا، مضيفاً إن أمام الليبيين تحدياً كبيراً، هو بناء دولة مدنية حديثة وديموقراطية لها قواعد ويحكمها القضاء والمساواة. وتابع قائلاً إن مسألة تأليف الحكومة تعتمد على خيار الليبيين، وإن للديموقراطية أكثر من شكل، منوهاً بأن أهم ما في الأمر أن على الحاكم، أياً كان، الالتزام بالعدل ومنح الفرصة للشعب من دون دكتاتورية.
وفي المواقف من فشل المجلس الانتقالي في تأليف حكومة انتقالية جديدة، أعلن مساعد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان ندال، أن «كل عملية ديموقراطية تقتضي مناقشات وحوارات، ومن الطبيعي والمشروع أن يأخذ تأليف حكومة تمثل ليبيا بكاملها وقتاً، إن ذلك يحصل حتى في الأنظمة الديموقراطية العريقة، ما بالك بأنها مهمة صعبة في بلد شهد نحو 42 سنة من الدكتاتورية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)