قبل أيام من تقديم طلب انضمام فلسطين الى الأمم المتحدة، وبعد يأس اسرائيل وحليفتها أميركا من محاولاتهما إجهاض الخطوة، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن المسعى الفلسطيني ليس له أي فرصة للنجاح، لأنه يجب أن يمر في مجلس الأمن، حيث تنتظره واشنطن بـ«فيتو».وقال نتنياهو، في بداية الاجتماع الوزاري الأسبوعي، إن «مسعاهم للقبول بهم كعضو في الأمم المتحدة سيفشل. سيفشل هذا المسعى، إذ لا بد من مروره عبر مجلس الأمن». وأضاف «نتيجة لأفعال الولايات المتحدة، التي تعمل عن كثب معنا، ولأفعال حكومات أخرى نعمل نحن والأميركيون معها، أتوقع فشل هذا المسعى». وأشار الى أنه «في النهاية بعد أن ينقشع الدخان وينفض أمر الأمم المتحدة سيعود الفلسطينيون الى رشدهم، أو هكذا آمل، وسيتخلون عن تلك الخطوات للالتفاف على المفاوضات، وسيعودون الى الطاولة حتى يتسنى إحلال السلام لنا ولجيراننا».
من جهة ثانية، أكد رئيس الحكومة العبرية أنه هو أيضاً سيتجه الى الأمم المتحدة ليشرح الموقف الإسرائيلي تجاه التحرك الفلسطيني، ويتوقع أن يُلقي كلمته أمام الجمعية العامة في 23 أيلول، في نفس اليوم الذي يلقي فيه عباس كلمته. وقال نتنياهو «لسفري إلى الأمم المتحدة هدف مزدوج، الأول هو ضمان عدم نجاح المسعى الذي يتجاوز المفاوضات، وكبحه في مجلس الأمن»، والهدف الثاني «التحدث في الجمعية العامة وعرض حقيقتنا، وهي رغبتنا في السلام، وحقيقة أننا لسنا غرباء في هذه البلاد، وأنّ لدينا حقوقاً فيها تعود إلى الوراء أربعة آلاف سنة». وأضاف «سوف أتحدث أيضاً عن أن نيتنا هي تحقيق السلام مع جيراننا، ومن خلال ذلك ضمان أمننا، وهذه الأمور تكتسب أهمية أكبر اليوم، وخصوصاً في هذه الفترة، فيما الشرق الأوسط يمرّ بهذه الهزة الكبيرة، التي هزت تونس واليمن وليبيا ومصر وسوريا، وكافة الأجزاء الأخرى في المنطقة.. ونحن لا نعرف ماذا سيلد غداً، ونحن لا نعرف إلى أين سيؤدي هذا الجرف».
وأوضح أنه سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأربعاء المقبل وزعماء دول أخرى، وبعد ذلك سيلقي خطاباً في الجمعية العامة.
وفي السياق، أقرّ الوزير الإسرائيلي بدون حقيبة يوسي بيليد من حزب «الليكود» اليميني بأن اسرائيل لا تستطيع منع الفلسطينيين من طلب عضوية دولتهم في الأمم المتحدة. وقال في تصريح للإذاعة العامة الإسرائيلية «مع الأسف ليس لإسرائيل وسائل تمنع الفلسطينيين من طلب انضمام دولتهم الى الأمم المتحدة، ويستحيل منعهم».
بدوره، حذّر مساعد وزير الخارجية داني أيالون من حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني القومي الفلسطينيين من مغبة مبادرتهم الأحادية. وقال إن الفلسطينيين «لا يغيرون قواعد اللعبة فقط، بل اللعبة ذاتها، إن اسرائيل تعرف كيف ترد، وستتمكن من الآن فصاعداً من ضمان مصالحها دون التقيد بالقيود والتنازلات الواردة في الاتفاقات السابقة، بما فيها اتفاقات أوسلو».
الى ذلك، وضعت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية «خطة طوارئ» تمنح الشرطة صلاحيات واسعة للتعامل مع متظاهرين في إسرائيل يشاركون في تظاهرات عنيفة محتملة. وقالت صحيفة «هآرتس» إن خطة الطوارئ أثارت نقاشاً وخلافات داخل وزارة العدل الإسرائيلية، بعد تعميمها على مسؤولين في الوزارة الأسبوع الماضي، لكونها تمنح الشرطة صلاحيات واسعة في مجالات مثل استخدام القوة ضد متظاهرين، وإطالة فترة الاعتقال قبل أن يتمكن المعتقل من لقاء محاميه.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، أ ب)