رام الله | «ذاهبون إلى مجلس الأمن» وبمجرد أن ألقي خطابي في الأمم المتحدة، سأسلم الطلب ليُنقَل إلى مجلس الأمن، أما الخيارات الأخرى، فلم نقرر فيها بعد»، هذا ما أكده الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الحديث الذي وجهه إلى الشعب قبيل توجهه إلى نيويورك، لتقديم طلب عضوية فلسطين. وأكد عباس أنه ذاهب إلى الأمم المتحدة «ناقلاً هموم ومعاناة شعبنا المتواصلة منذ 63 عاماً، فهناك منا من هو محروم في وطنه، أو محروم وطنه منه». ورغم ذلك قال الرئيس «أصارحكم بأننا أمام مهمة صعبة وتاريخية، ولا يجوز الاستهانة بالعقبات التي ستواجهنا».
كذلك وعد عباس بأن النتائج التي ستتحقق، ستطرح أمام المؤسسات الفلسطينية الرسمية لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، وخاصة أن «الأمم المتحدة ليست استراتيجيتنا، بل جزء منها، على طريق الحصول على دولة على حدود 67». وشدّد على أن «منظمة التحرير باقية، وستبقى ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني حتى حل القضية الفلسطينية بالكامل، وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير للاجئين الفلسطينيين»، داعياً الجميع إلى التوحد في هذه المرحلة الحساسة والتاريخية كما سماها.
وفي حديثه عن الأمم المتحدة، جدّد عباس التأكيد أن هذا القرار جاء بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بسبب تعنت سياسة الاحتلال وحكومته، وتعمدها تهويد القدس وتغيير الواقع الديموغرافي فيها وفي الأراضي الفلسطينية بأكملها. وقال «نذهب إلى الأمم المتحدة حاملين مرة أخرى غصن الزيتون الذي حمله ياسر عرفات قبل 36 عاماً، وذهابنا ليس خطوة أحادية طالما نذهب للحديث إلى 193 دولة، كما أننا ذاهبون لإنهاء الاحتلال ونزع الشرعية عنه، لا نزع شرعية إسرائيل كدولة». وتابع «نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا يزال تحت الاحتلال، وجميع الدول وحتى الجزر، رفعت أعلامها في الأمم المتحدة إلا الفلسطينيين». وأضاف «نريد دولة ديموقراطية تضمن الحريات وسيادة القانون».
وعن مرحلة ما بعد الأمم المتحدة، أكد عباس أنه يمكن العودة إلى المفاوضات على أساس المرجعية الواضحة، ووقف الاستيطان، وحل قضايا اللاجئين، والأهم الأسرى الفلسطينيين، لأنهم بعد الاعتراف بفلسطين سيصبحون أسرى حرب.
وعن توقعات الفلسطينيين لخطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة، أكد عباس أننا يجب أن نكون واقعيين «فنحن لسنا ذاهبين لنعود باستقلالنا، بل للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة».
وتطرق الرئيس الفلسطيني إلى ما أعلنته إسرائيل لمواجهة تظاهرات فلسطينية بالقول «لقد أعدّوا لنا ثلاثة أساليب جديدة لمواجهتنا عشية ذهابنا إلى الأمم المتحدة، وهي المستوطنون بتسليحهم، والكلاب بتدريبهم على مهاجمتنا، والخنازير البرية لتعيث في الأرض فساداً، إضافة إلى الأسلحة العسكرية المعروفة». وطالب عباس كل الفلسطينيين بأن تكون كل تحركاتهم سلمية، وأضاف «أتمنى على كل فلسطيني وفلسطينية، أن لا نعطي الاحتلال فرصة لجرنا إلى العنف، فنحن نريد مقعداً في الأمم المتحدة، ونريد دولة، ولنعبّر عن ذلك بطريقة سلمية».
وذكّر عباس بأن الأمم المتحدة اتخذت عشرات بل مئات القرارات التي لم تنفذ لمصلحة الفلسطينيين، وأعلن أن 126 دولة حتى الآن اعترفت بفلسطين، وهو ما يؤكد تعاظم الدعم الدولي لحقوقنا، بينما بقية دول العالم تعترف بنا لكن بدون سفارة
لنا.