على وقع التظاهرات التي احتشدت في ساحة التحرير، أمس، استدعت الدولة العبرية السفير المصري لديها للاحتجاج على تصريحات رئيس الحكومة المصرية عصام شرف بشأن اتفاقية كامب دايفيد بأنها غير مقدسة. وذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أنّ وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير المصري، ياسر رضا، وعبر له المدير العام للوزارة رافي باراك «عن استياء اسرائيل من تصريحات المسؤولين المصريين الأخيرة» بشأن العلاقات الثنائية.واستمر اللقاء 30 دقيقة في مقرّ الوزارة في القدس المحتلة، وقد أبلغ خلاله باراك السفير المصري أن اسرائيل «لا نية لديها لمراجعة معاهدة كامب ديفيد للسلام لعام 1979، وهي خطوة لا يمكن اتخاذها على نحو أُحادي الجانب». وذكر مصدر اسرائيلي، رفض الكشف عن هويته، أن باراك أكّد لرضا أن المعاهدات يجب أن تُحترم حرفياً.
وكان شرف قد أدلى بتصريحات خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية تركية أول من أمس قال فيها، إن المعاهدة مع اسرائيل «ليست شيئاً مقدساً، ويمكن تغييرها». ويأتي الاستياء الإسرائيلي في إطار توتر العلاقات بين الطرفين عقب هجوم المتظاهرين على السفارة الاسرائيلية في القاهرة الأسبوع الماضي وطردهم السفير وفريقه. ودفع هذا الهجوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر الى توسيع قانون الطوارئ حتى بات يشمل الإضرابات، والتسبب بزحمة السير، وما وصفه ببث الشائعات. واحتجاجاً على توسيع السلطات العسكرية الحاكمة وإعادة تفعيل قانون الطوارئ، تظاهر الآلاف في ساحة ميدان التحرير أمس للمطالبة بتسليم السلطة الى مدنيين، فيما أُطلق عليه «جمعة لا للطوارئ». ودعا الإمام جمعة محمد خلال صلاة الجمعة في الميدان السلطات الى إلغاء القانون فوراً، وإنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. وقال إن «تطبيق قانون الطوارئ يتعارض تماماً مع مطالب الثورة التي أطاحت مبارك»، داعياً الى إعادة محاكمة جميع المدنيين الذين أصدرت المحاكم العسكرية أحكاماً ضدهم، والذين تقدر مجموعات حقوقية عددهم بأكثر من عشرة آلاف شخص.
وطالب الإمام السلطات العسكرية بتحديد جدول زمني واضح للانتخابات التشريعية والرئاسية، مشدّداً على ضرورة اجراء الانتخابات لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
بدوره، أكد الشيخ مظهر شاهين خطيب جامع عمر مكرم بميدان التحرير، الذي عرف بخطيب الثورة للمتظاهرين، أن «قانون الطوارئ لم يحم النظام السابق، ولن يستطيع أن يحمي أحداً».
وردّد المتظاهرون في الميدان هتافات منها «الطوارئ تاني ليه حسني راجع ولا إيه؟» و«يلا يا مصري انزل من دارك... الطوارئ هي مبارك»، فيما سار عشرات السلفيين قرب الميدان بلافتة كتبت عليها عبارات «لا للطوارئ... لا للمحاكمات العسكرية... لا لعسكر الدولة». وفي مدينة الاسكندرية الساحلية، هتف أكثر من ألفي عضو في جماعة الإخوان المسلمين «يسقط يسقط حكم العسكر» و«الطوارئ راجع ليه حسني بيحكم ولا إيه» و«الشعب يريد إسقاط الفساد».
وقال العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين صبحي صالح للحشد «الذي يخالف الإعلان الدستوري يخالف شرعيته الدستورية ومن حق الشعب أن يثور عليه من جديد». وأضاف مخاطباً نائب رئيس الوزراء علي السلمي، الذي يطالب بمواد فوق دستورية تحد من دور البرلمان المقبل في وضع الدستور الجديد «توقف عن إثارة الفتن. لا تملك أنت ولا مجلس وزرائك ولا رئيس وزرائك أن تضعوا مبادىء فوق دستور الأمة».
وإلى المجلس العسكري، توجه صالح بالقول «العمل السياسي ليس من اختصاص العسكر. هم كانوا أمناء على الثورة نشكرهم ونطالبهم بصيانة فضلهم وتسليم الحكم لسلطة شرعية منتخبة في الموعد الذي حددوه هم (في الإعلان الدستوري)». وأضاف «كل من يحاول أن يعبث بإرادة الشعب المصري مصيره أن يعبث بأنفه مثلما فعل مبارك (في الجلسة الأولى لمحاكمته في الثالث من آب)».
وفي مدينة السويس شرقي القاهرة، هتف أكثر من مئة متظاهر «يا طنطاوي قل لعنان لا طوارىء بعد الآن» و«يا طنطاوي اقرأ كويس احنا اللي خلعنا الريس».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)