تونس | «الباب العالي يحطّ في تونس». هذه خلاصة ما أتى على لسان أغلب الطبقة المثقفة والسياسية والاقتصادية في تونس، في وصفهم لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وخصوصاً بعد خطابه المدوي في مقر الجامعة العربية. هذه الزيارة دوّت في الأوساط السياسية، باعتبار أن أردوغان زعيم حزب العدالة والتنمية، وهو حزب ذو أيديولوجية إسلامية وسطية، يقول المحللون إن بعض مبادئه مستقاة من كتابات زعيم حركة «النهضة» راشد الغنوشي، وهو ما يفسّر كثافة استعداد الحركة لهذه الزيارة.
إلا أن الناطق الرسمي لحركة النهضة، نور الدين البحيري، أكد أن حزبه لا يجري استعدادات استثنائية لاستقبال أردوغان في إطار زيارته لتونس. وأضاف أنه يتطلع إلى اكتشاف فحوى الزيارة مثل جميع التونسيين، مشيراً إلى أنها ستكون بدرجة أولى من مشمولات الحكومة الحالية. وعبر عن أمله أن يكون الهدف الأساسي لهذه الزيارة تدعيم العلاقات بين البلدين، وخصوصاً في المجال الاقتصادي.
وتترقب الأوساط الاقتصادية التونسية بفارغ الصبر زيارة «حفيد العثمانيين»، وذلك بعدما كانت زيارته لمصر ناجحة من حيث طرحها الاقتصادي، حيث يرافق رئيس الحكومة التركية قرابة 200 رجل أعمال، أجروا لقاءات مع نظرائهم المصريين، وهو ما يتطلع له المستثمرون التونسيون، وخصوصاً أن أحدث الأرقام تشير إلى أن نسبة النمو الاقتصادي في تونس هذا العام لن تراوح أكثر من 2 بالمئة.
زيارة أردوغان تأتي مع استعدادات أمنية كثيفة شهدتها منطقة مطار «تونس قرطاج» الدولي، وبالرغم من أن تلك المنطقة ازدانت ببعض صور أردوغان، إلا أن الوجود الكثيف لرجال الأمن غلب على المنظر العام في واجهة المطار، وخصوصاً مع سريان أنباء تفيد بوجود بصمات لـ «القاعدة» في تونس وخوف من هجوم إرهابي قد تشهده البلاد هذه الفترة.
وتُعَدّ زيارة أردوغان في مثل هذا التوقيت مهمة من المنظور الجيو استراتيجي التركي، في وقت لا تزال فيه دول الربيع العربي تضمّد جراحها من آثار آلام الثورات المتتالية، وفي توقيت ينظر فيه الأتراك الجدد من «الأستانة» في إسطنبول إلى اللحظات الراهنة في بلدان جنوب المتوسط، كأنها فرصة لزيادة تدعيم مراكز قوتها ونفوذها الحيوي في منطقة تشهد تنازعاً وصراعاً سياسياً علنياً وخفياً بين القوى الإقليمية الحالمة والقوى الدولية الطامعة.
1 تعليق
التعليقات
-
أضرب البندير ستعتبر تصريحات السيد أردوغان, اللَتي من المفترض أنَها ستكون في صالح النهضة التونسيّة وإعتراف بجميل أفكارها و توجهاتها على "نهضة تركيا"، نوعا من "الإشهار السياسي" في قواميس لجاننا المؤقَرة (اللجان الإنتقالية المنصب منها و المنصوب عليها باسم انتسابها للشعب و إستماتتها في الدفاع على ثورته اللتي شبهها مسؤول كبير بالفرس الجامح ليوحي للتونسيين أنه هو الفارس المغوار الذي سوف يروض) وسيغضب مريديها و مديريها(اللجان)’ فيكثر هديرها و شطحها و ردحها و تلوّيها و فحيحها. و سيعتبرونها(مواقف أردوغان) تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية. والرصد الجوي سيشرح لنا تأثير هذه الرياح الشرقية (شهيلي و شرش:اللذي لا يعرف يستشير google)اللتي ستبطل النسمات الغربية الرطبة المحملة بالخيرات, فيخرجنا هذا الشر----يك التّركيّ من الجنّة و النّعيم الإنتقالي إلى بئس العيش و هول المصير. و يومها لا ينفع ندم على ما فات من فرس(ص) و بركات "التَغيير" (23 سنة من حكم بن علي لتونس كانت تسمى التغيير وطائفة أخرى يحلو لها أن تنعته بالعهد الجديد...) و يا "سي" الوزير أضرب البندير لا راسك يطير"بس". "ضرب البندير": مثل تونسي يطلق على مدح الحاكم وكل فنون التملق و التزلف.