أطل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، أمس بتسجيل مصور جديد، مدته ساعة، خصص لتناول الأحداث في الدول العربية التي تشهد حركات احتجاجية، ولا سيما سوريا، فضلاً عن تطرقه إلى ذكرى الحادي عشر من أيلول. وتوعد الولايات المتحدة بـ«شتاء موحش» بعد الربيع العربي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هزمت في العراق وفي أفغانستان، ومضيفاً أن «الزلزال العربي الجبار المبارك المنتفض جاء ليقلب حسابات أميركا رأساً على عقب».واتهم زعيم القاعدة، في التسجيل الذي حمل عنوان «فجر النصر الوشيك»، النظام السوري بارتكاب «جرائم بشعة» بحق شعبه، داعياً السوريين إلى الاستمرار في انتفاضتهم حتى إسقاطه. وقال: «النظام البعثي الطائفي المجرم الذي حمى حدود إسرائيل لمدة 44 عاماً لم يرم خلالها عليهم حجراً واحداً يرتكب جرائمه البشعة بحق أهلنا وإخواننا» في سوريا، «التي تحولت إلى بقعة حمراء من الدماء والأشلاء والأنقاض».
كذلك انتقد بشدة مواقف بعض الحكومات العربية والإقليمية من الأحداث في سوريا، مخاطباً السوريين بالقول: «استمروا في جهادكم ونضالكم، وإن تخلت عنكم الحكومات العربية التي ترتجف من شعوبها، وإن اكتفى (رئيس الوزراء التركي رجب طيب) أردوغان بالتصريحات الجوفاء». ومضى يقول: «استمروا، وإن تخلى عنكم حسن نصر الله (الأمين العام لحزب الله اللبناني) الذي كشف عن وجهه الحقيقي حين وصف انتفاضكتم المباركة بالمؤامرة».
وفي ما يتعلق بالانتفاضات في تونس ومصر وليبيا، أعرب الظواهري عن أمله أن ترسي حركات الاحتجاج في هذه البلدان «الأسس لما سماه الإسلام الحقيقي». كذلك، عبّر عن أمله في سقوط زعماء عرب قال إنهم «عبيد للغرب».
من جهةٍ ثانية، تطرق الظواهري إلى أحداث الحادي العاشر من أيلول، قائلاً: «تمر بنا هذه الأيام عشر سنوات على الغزوات المباركات في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا. ذلك الحدث الهائل الجبار الذي هز أركان الصليبية العالمية وما زال يهزها هزاً. مرت عشر سنوات انتصرت فيها الأمة المسلمة بمجاهديها على الاستكبار الصليبي انتصارات متتاليات». وأضاف: «أميركا لا تواجه أشخاصاً ولا جماعات، لكنها تواجه أمة منتفضة. تلك الحقيقة لا تعترف بها أميركا، بل ولا تريد أن تعترف بها»، مشيراً إلى أن «الإمارة الإسلامية استطاعت أن تواجه من تسمي نفسها أقوى قوة في تاريخ البشرية».
إلى ذلك، تضمن التسجيل رسالة صوتية من زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، قال الظواهري إنها تذاع للمرة الأولى ولقطات مصورة لم يسبق إذاعتها من دون أن يحدد تاريخ واضح للرسالة ،التي حذر فيها بن لادن الأميركيين من أن «تصبحوا رهائن في أيدي الرأسمالية والشركات الكبرى».
(أ ف ب، رويترز)