فيما أعلن المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن خطط القتال في بني وليد تأجلت في الوقت الحالي، أكد حلف شمالي الأطلسي، أمس، أنه سيستمر في عملياته العسكرية في ليبيا، ما استمر التهديد للمدنيين. إلا أنه أوضح أنه لا يرى دوراً رئيسياً له في ليبيا بعد الصراع.وفي هذه الأثناء، يستعد المجلس الوطني لتأليف حكومة انتقالية جديدة تمثل «الوحدة الوطنية» في البلاد. وقد أعلن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس محمود جبريل في طرابلس أن حكومة انتقالية جديدة سترى النور في ليبيا «خلال أسبوع إلى عشرة أيام».
وقال جبريل، في مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية، إن «حكومة جديدة ستُؤلَّف خلال أسبوع إلى عشرة أيام». وتابع قائلاً إن هذه الحكومة «ستضم ممثلين عن كل مناطق ليبيا»، مشيراً إلى أنها «حكومة وحدة وطنية». وتحدث جبريل عن «حكومتين: الأولى ستؤلَّف بعد تحرير كامل تراب ليبيا، والثانية هي التي ستؤلَّف قريباً لتنفيذ قرارات المجلس الانتقالي»، مضيفاً: «ما زلنا في مرحلة تحرير ليبيا».
من جهة ثانية، قال الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فو راسموسن، في مؤتمر في لندن، إن جيوباً للمقاومة لا تزال باقية رغم إطاحة العقيد معمر القذافي بعد انتفاضة شعبية دامت ستة أشهر. وتابع: «نحن مستعدون لمواصلة عملياتنا ما دامت هناك ضرورة».
وأكد أيضاً أن ليس لديه علم بمكان وجود القذافي، وذلك ليس عاملاً في تحديد مستقبل العمليات، قائلاً: «ليس لي علم بمكان وجود القذافي. اعتقاله المحتمل ليس عنصراً في ما إذا كنا سنقرر مواصلة عملياتنا (في ليبيا)».
من ناحية أخرى، قال المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي أحمد باني إن خطط القتال في بني وليد، التي تعدّ أحد معاقل القذافي جنوبي شرقي طرابلس، تأجلت في الوقت الحالي. وأبلغ الصحافيين بأن قوات المجلس تبينت أن قوات القذافي تستخدم المدنيين دروعاً بشرية. وقال إن القوات اقتحمت البلدة لتؤكد قدرتها على ذلك، لكنها رأت بنفسها صواريخ غراد فوق الأبنية السكنية ورأت استخدام المدنيين دروعاً.
مع ذلك وردت تقارير تفيد باندلاع اشتباكات من شارع لشارع في بني وليد، حيث سُمع دوي طائرات الحلف وهي تحلّق في الأجواء.
وفرّت أسر ليبية من البلدة، بعدما أرسل المجلس الانتقالي المزيد من القوات إلى الجبهة، لكن بعض المقاتلين في الميدان قالوا إن هذه الخطوة فاقمت الحساسيات القبلية القائمة بالفعل. وقال المقاتلون، الذين يحاولون السيطرة على المدينة، إنهم يشتبهون في أن يكون مقاتلون محليون من قبيلة ورفلة، إحدى أكبر القبائل الليبية، ينقلون المعلومات للقوات الموالية للقذافي داخل بني وليد.
ويحاول الثوار دخول المدينة التي تسكنها نحو 150 ألف نسمة منذ انتهاء المهلة التي حددت لها للاستسلام منتصف ليل الجمعة السبت الماضي، إلا أنهم يلقون مقاومة عنيفة تستخدم فيها قوات القذافي الصواريخ والقذائف وعمليات القنص. وقال المقاتل في صفوف الثوار مصطفى السنوسي الذي ينحدر من بني وليد إن «الحلف الأطلسي يقصف، وقد طلبوا منا البقاء في الخلف».
وفي غرب مدينة سرت (360 كيلومتراً شرقي طرابلس)، تواجه قوات الثوار أيضاً مقاومة عنيفة من الموالين للقذافي. وقال القائد الميداني عمران العويب: «تقدمنا إلى نقطة تبعد نحو 50 كيلومتراً عن سرت»، مضيفاً: «ألقينا القبض على ستة من مقاتلي القذافي، وكانت هناك مقاومة عنيفة تعرضنا خلالها للاستهداف بصواريخ غراد».
وقال شهود إن قوات العقيد الليبي المخلوع هاجمت البوابة الأمامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومتراً من بلدة راس لانوف الساحلية، ما أدى إلى مقتل 15 حارساً وإصابة اثنين. والمصفاة التي يطلق عليها «شركة راس لانوف لتصنيع النفط والغاز» لم تكن تعمل بالكامل. وأضاف شهود يعالجون في مستشفى أن نحو 60 من العاملين بالمصفاة كانوا هناك وقت وقوع الهجوم أثناء الليل.
في غضون ذلك، وقع انفجار قوي في مخزن كبير للأسلحة قرب مطار طرابلس الدولي جنوب العاصمة الليبية، ما أدى إلى إصابة شخصين بجراح. وقال أحد حراس المخزن: «انفجرت ذخائر في المخزن بسبب سوء التخزين، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، نُقلا إلى مصحة العافية». وأكد شاهد عيان في المطار وقوع انفجار في مخزن للأسلحة في منطقة قصر بن غشير.
من جهة أخرى، وصل 32 مقرباً من الزعيم الليبي السابق بينهم نجله الساعدي، إلى النيجر منذ الثاني من أيلول، حسبما أعلن رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني أمس. وقال رئيس الوزراء أمام دبلوماسيين أجانب في نيامي: «استقبلنا في الإجمال 32 شخصاً في بلادنا، بينهم أحد أبناء القائد الليبي هو الساعدي وأيضاً ثلاثة جنرالات».
إلى ذلك، أبلغ الرئيس التنفيذي لمجموعة النفط الإيطالية «ايني»، باولو سكاروني، وكالة رويترز أن الشركة تسعى إلى استئناف تصدير الغاز من ليبيا إلى إيطاليا عبر خط أنابيب غرين ستريم بحلول تشرين الأول أو تشرين الثاني المقبلين.
وقال سكاروني خلال زيارة لطرابلس: «أول شيء نود أن نفعله هو استئناف صادرات الغاز على الفور من ليبيا إلى إيطاليا عبر غرين ستريم خط الأنابيب الذي يربط ليبيا بصقلية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)