وافق الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، على تفويض جزء من صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي، للتفاوض مع المعارضة على آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية تمهيداً لتوقيعهاتصاعدت حدة التراشق الإعلامي بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة، بالتزامن مع تأكيد مصادر رسمية يمنية أن الرئيس علي عبد الله صالح، قرر منح نائبه عبد ربه منصور هادي تفويضاً لتوقيع المبادرة الخليجية، و«الاتفاق على آلية زمنية لتنفيذها بعد التحاور» مع الموقعين عليها.
وذكرت وكالة «سبأ» الرسمية أن التفويض يشمل «البدء بمتابعة التنفيذ برعاية إقليمية ودولية، وبما يفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يُتفق على موعدها، وتضمن انتقالاً سليماً وديموقراطياً للسلطة»، فيما أشار نائب وزير الإعلام اليمني عبده الجندي، إلى وجود اتصالات بين عدد من الدول وأحزاب المعارضة «اللقاء المشترك» بشأن تنفيذ المبادرة الخليجية، مشدداً على أن صالح لم يرفض المبادرة الخليجية، وأن موضوع التفويض طرح لتجاوز الإشكالية الدستورية.
وأكد أن نقل السلطة لا يمكن أن يتم إلا بإجراء انتخابات، وذلك حتى لا تتعرض البلاد لأزمة جديدة، فيما اتهم الشيخ حسين الأحمر والشيخ فارس مناع، وهما من كبار الوجهاء القبليين في اليمن، بتسلّم ملايين الدولارات من الزعيم الليبي المتواري معمر القذافي من أجل التآمر على السعودية.
في غضون ذلك، كشفت مصادر يمنية لموقع «إيلاف» أن صالح طرح على قادة من حزبه التقوه في مقر إقامته في الرياض تعيين قائد المنطقة العسكرية الجنوبية،العميد الركن مهدي مقولة، نائباً ثانياً لرئيس الجمهورية للشؤون العسكرية، في اشارة إلى رغبة صالح في تقليص نفوذ هادي في ظل اضطراره إلى البقاء بعيداً عن البلاد. ووفقاً للموقع قوبل الاقتراح برفض من الأمين العام المساعد للحزب الحاكم، أحمد عبيد بن دغر، محذراً من أن خطوة كهذه قد تدفع هادي إلى الانشقاق عن النظام.
في موازاة ذلك، شن اللواء علي محسن الأحمر، المنشق عن الجيش، هجوماً على صالح، متهماً إياه بأنه جر البلاد الى الحرب، وعارض أي تسوية سياسية بسب الضغوط التي يمارسها أبناؤه. وقال الأحمر، في مقابلة مع صحيفة «الخليج»، إن «الأخ صالح وبقايا النظام يريدون جر البلاد إلى الحرب، لكننا لن نحقق لهم مراميهم». وأضاف «إنها محاولة يائسة منهم للتشبت بالسلطة، سيكون ذلك بمثابة انتحار».
من جهة ثانية، دافع الأحمر عن دور قوات الجيش المؤيدة للمعارضة في طرد المسلحين المشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة من أجزاء واسعة من مدينة زنجبار، التي تواصلت فيها الاشتباكات أمس. وأكد أن «الجيش هو من تصدى لمسلحي تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وأن الجماعات المسلحة من القاعدة هي من صنع النظام»، فيما نفى اتهامات السلطات له بدعم عناصر القاعدة.
إلى ذلك، قتل مسؤول قسم الحماية في جهاز الأمن السياسي في عدن، المقدم علي أحمد عبد ربه، على يد مسلحين مجهولين في خور مكسر بمدينة عدن بعد تعرضه لإطلاق نار.
(أ ف ب، يو بي آي)