تتجه الأوضاع السياسية في اليمن نحو مزيد من التعقيد، بعد الكشف عن فشل زيارة وفد المؤتمر الشعبي العام إلى الرياض نتيجة تمسك الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بعدم نقل كامل صلاحياته. ونقلت صحيفة «البيان» الإماراتية عن مصادر قيادية في الحزب الحاكم، قولها إن «صالح رفض مقترحاً أممياً بنقل سلطاته كاملة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي». ووفقاً للمصادر، أبلغ صالح وفداً من حزبه وصل إلى الرياض يوم الخميس الماضي، «بموافقته فقط على تفويضه إلى النائب إجراء حوار مع المعارضة بشأن آلية تنفيذ المبادرة الخليجية، على أن يحتفظ لنفسه بكل السلطات». من جهةٍ ثانية، ذكر موقع «المصدر أونلاين» أن الوفد كانت لديه مهمة إضافية تمثلت في إطلاع صالح على رد الفعل المتوقع اتخاذه من المجتمع الدولي بإحالة ملف اليمن على مجلس الأمن، فضلاً عن نية الاتحاد الأوروبي تبني قرار بفرض عقوبات من جانب واحد ضد رموز النظام اليمني.
في هذه الأثناء، أثار نجاح الجيش اليمني في استعادة جزء واسع من مدينة زنجبار التي كان مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة قد سيطروا عليها في أيار الماضي، خلافاً جديداً بين الحكومة والمعارضة نتيجة زعم الجانبين أن الفضل يعود إلى كل منهما في تحرير المدينة.
واتهم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، المعارضة في برقية وجهها إلى القوات المسلحة إثر تحرير المدينة، من سماهم «القوى الانقلابية» بأنهم كانوا سبباً في وقوعها بأيدي المسلحين الذين استغلوا حالة الانفلات الأمني، فيما رد اللواء علي محسن الأحمر، المنشق عن الجيش اليمني، على اتهامات صالح قائلاً: «من سلموا أبين للقاعدة قبل أشهر، ها هم اليوم يحاولون سرقة الإنجاز الذي حققه أبطال اللوائين 25و 119 والجيش الحر المؤيد للثورة والشرفاء من أبناء أبين ولحج وعدن».
بدوره، رأى المجلس الوطني الموالي للمعارضة أن «ادعاء تحقيق القوات الحكومية نصراً على القاعدة، صار مفضوحاً ولم يعد ينطلي على أحد من أبناء الشعب اليمني أو المجتمع الدولي والإقليمي، الحريص على أمن اليمن واستقراره، والداعم لليمن في مكافحة الإرهاب». وعلق الكاتب والمحلل السياسي عبد العزيز الهياجم، على هذه المواقف المتضاربة، مؤكداً أنها تأتي في إطار السباق المحموم بين النظام اليمني ومعارضيه لكسب ود الموقف الأميركي تجاه الأزمة اليمنية، حيث يسعى كل طرف إلى تأكيد قدرته على تحقيق الشراكة الفاعلة في الحرب على الإرهاب.
إلى ذلك، رفض وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، أمس التعليق على المعلومات الواردة من باكستان التي تشير إلى احتمال وجود زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري على الأراضي اليمنية، مؤكداً أنه «ليس لدي معلومات عنه».
(يو بي آي، أ ف ب)