في مقابل التهديد الأميركي باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضدّ إعلان الدولة الفلسطينية، جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس تأييده لإقامة دولة فلسطينية، وقال إن هذا الاستحقاق كان يجب أن يحصل منذ فترة طويلة، فيما دعا مبعوث الرباعية طوني بلير إلى استئناف المفاوضات. وقال بان للصحافيين، خلال زيارة لأوستراليا، إن «رؤية الدولتين التي تتيح لإسرائيل والفلسطينيين العيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن، هي رؤية لا تزال صالحة وأنا أدعمها بالكامل». وأضاف: «أنا أدعم تطلعات الفلسطينيين (لقيام) دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة التي كان يجب أن تقوم منذ فترة طويلة». وتأتي تصريحات بان في الوقت الذي يتأهب فيه الفلسطينيون لطلب الاعتراف بدولتهم في الأمم المتحدة، وهو ما تعارضه بشدّة الولايات المتحدة وإسرائيل ويثير انقساماً بين الدول الأوروبية. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت رسمياً وصراحة، أول من أمس، أنها ستستخدم حق النقض ضدّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند: «يجب ألا يكون مفاجئاً، قيام الولايات المتحدة بمعارضة مسعى للفلسطينيين في نيويورك لمحاولة إقامة دولة لا يمكن التوصل إليها إلا عبر التفاوض. لذلك نعم، إذا صُوِّت على شيء في مجلس الأمن، فستستخدم الولايات المتحدة حق النقض».
بدوره، رأى بلير أن مسعى الفلسطينيين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة سيكون بمثابة صرخة يأس، ودعا إلى حملة جديدة لإعادة مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين إلى مسارها. وقال: «أتفهم تماماً خيبة الأمل التي يشعر بها الفلسطينيون. كلنا محبطون من هذا الوضع. نريد أن نرى تقدماً نحو السلام ونحو حل الدولتين». وأضاف أن «أي إيماءات تتحقق من طريق الإعلان من جانب واحد تكون تعبيراً عن الإحباط، وقد تكون مفهومة لهذا السبب، لكنها لا تؤدي إلى دولة فلسطينية».
وأوضح بلير أن الطريقة الوحيدة لإقامة دولة فلسطينية هي عبر التفاوض، مشيراً إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال دائماً إنه يفضل المفاوضات. وأضاف: «لذا، أعتقد أنه من الآن وحتى ما سيحدث في الأمم المتحدة علينا أن نعمل بجد شديد في محاولة لإعادة عملية التفاوض إلى مسارها».
في هذه الأثناء، يجري وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي، زيارة للشرق الأوسط لإجراء محادثات مع الإسرائيليين والفلسطينيين. والتقى أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويرتقب أن يتوجه اليوم إلى عمان للقاء الملك الأردني عبد الله الثاني ووزير الخارجية، قبل أن ينتقل إلى تل أبيب والقدس المحتلة للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. وقال المتحدث باسمه، أندرياس بيشكي، إن «وزير الخارجية سيبحث مجدداً في هذه المناسبة السبل الممكنة لاستئناف المفاوضات المباشرة» في إطار عملية السلام. وعن المسعى الفلسطيني، قال: «ما يعتزم الفلسطينيون تقديمه لا يزال غير واضح كثيراً؛ لأن المحادثات داخل القيادة الفلسطينية لم تنته». وتأتي زيارة فسترفيلي قبل الزيارة المرتقبة لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون للمنطقة الأسبوع المقبل.
من جهة ثانية، أكد سكان محليون في الضفة الغربية أن مستوطنين كتبوا شعارات مسيئة للإسلام والنبي محمد باللغة العبرية على مسجد بيرزيت الكبير شمال رام الله.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)