بحثت القيادة الفلسطينية في رام الله، أمس، الاستحقاق الفلسطيني المرتقب هذا الشهر، مع إعلان الدولة في الأمم المتحدة، وقد أكدت تصميمها وإصرارها على نيل الاعتراف بالدولة، على الرغم من الضغوط الأميركية. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، بعد الاجتماع في بيان، «تؤكد القيادة الفلسطينية ضرورة استمرار التوجه نحو الأمم المتحدة في دورتها الـ 66 من أجل الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وأضاف «سوف تواصل القيادة الفلسطينية جهودها مع دول العالم لتحقيق هذا الهدف، وهي تعتبر أن تحقيق هذا الإنجاز سوف يساعد على إطلاق عملية سياسية جادة ويسهم في مفاوضات ذات هدف واضح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967».
واستهجن البيان «ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية واليمين الإسرائيلي من تخويف وتضليل للشعب الإسرائيلي من الاعتراف بدولة فلسطين». وطمأن الشعب الإسرائيلي الى «أن هذا التحرك لا يمس شرعية دولة اسرائيل، بل إنه السبيل الوحيد لضمان أمنها وأمن شعوب المنطقة».
وأكدت القيادة الفلسطينية، في بيانها، أن «الوصول الى قرار الأمم المتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطين وحدودها يعزز مكانة منظمة التحرير، ويؤكد إنجاز أهدافها الشامله بتحقيق العودة».
من جهته، أكد عضو القيادة الفلسطينية عزام الأحمد أن الضغوط على القيادة الفلسطينية مستمرة ومتواصلة لثنيها عن هذا التحرك، مشيراً الى أن آخرها كان خلال لقاء المبعوثين الأميركيين ديفيد هيل ودينيس روس الرئيس محمود عباس، أول من أمس. وقال إنهما «كررا الطلب الأميركي بعدم التوجه الى مجلس الأمن وإلى الجمعية العامة للأمم المتحدة»، لافتاً الى أن عباس «أبلغهم بأن قرار القيادة الفلسطينية بالتوجه لطلب عضوية دولة فلسطين الكاملة لا رجعة عنه ولا يتعارض مع استئناف المفاوضات على أساس وقف الاستيطان ومرجعية حدود عام 1967». كما أشار الى أنه خلال الاجتماع الأخير مع ممثلي حركة «حماس» في القاهره قبل أيام «جرى إبلاغهم بتفاصيل التحرك الفلسطيني وهم أبلغونا بأنهم لا يعارضون تحركنا، بل يؤيدونه».
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إن «عضوية دولة فلسطين ستخولها أن تكون عضواً في مختلف المؤسسات الدولية، بما يمكنها من مقاضاة اسرائيل على ارتكاب جرائم حرب». وأضاف «ما سيحدث في اليوم التالي الذي تكون فيه فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة هو أن المفاوضات ستستند الى مرجعية الانسحاب الى حدود 4 حزيران 1967 وفق جدولة زمنية وترتيبات». تزامناً مع اجتماع القيادة، أُطلقت في رام الله الحملة الوطنية لدعم التوجه الفلسطيني الى الأمم المتحدة من خلال مسيرة شارك فيها نشطاء فلسطينيون، فيما يتوقع أن ترتفع وتيرة الحملة في 23 من الشهر الجاري حين تعقد جلسة المنظمة الدولية. لكن بيان القيادة الفلسطينية شدد على «ضرورة الالتزام التام لهذه التحركات الجماهيرية بالوسائل السلمية، ولا سيما أن قطعان المستوطنين المدعومين من الحكومة والجيش الإسرائيلي يحاولون دفع المنطقة الى العنف وتخريب تحركنا السلمي».
في هذه الأثناء، شدّد المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط جورج ميتشل على أن الفرصة ضعيفة أمام المسؤولين الأميركيين كي يثنوا الزعماء الفلسطينيين عن السعي لنيل الاعتراف، وذلك عقب لقائه هيل وروس.
(أ ف ب، رويترز)