أجرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية تحقيقاً عن المشهد السياسي الليبي الجديد، الذي يتأثر بالتحركات التي تريد أخذه نحو التوجه الديني. وعرض التحقيق لحالتين منفصلتين من بنغازي، الأولى لإسماعيل صلابي، وهو قائد مجموعة شهداء 17 من فبراير في بنغازي، والثانية لمرعي الشبح، مؤسس التجمع الوطني التقدمي. إسماعيل صلابي وصفته «لو فيغارو» بالقائد الذي تدمع عينه عندما يتحدث عن الدين. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن صلابي نذر نفسه للحرب ويقود مجموعة واحدة من الوحدات الرئيسية في الجبهة الشرقية تضم 3000 مقاتل. وتحدثت عن رغبة صلابي باستيلاء الإسلاميين على الجيش في ليبيا الجديدة. ونقلت الصحيفة هواجس الشارع في بنغازي كما في العالم الغربي من الأسماء الإسلامية على الساحة الليبية، مثل عبد الكريم بالحاج، قائد قوات الثوار في طرابلس.
وأوضحت الصحيفة أن صلابي ورفاقه لديهم أجندة إسلامية يريدون تنفيذها، بينها سيطرة الإسلاميين على الجيش، ونقلت عنه قوله إنه مستعد للعمل تحت قيادة وزير الدفاع الجديد، إلا أنه يرفض أن يخضع لأوامر رئيس الأركان سليمان محمود، الذي عيّن بدلاً من عبد الفتاح يونس الذي قتل نهاية تموز.
ونقلت عن أحد جنود صلابي قوله إن في تشكيل الجيش الجديد يجب أن يصرف جميع الضباط من رتبة عقيد ويعودوا إلى ديارهم.
صلابي أوضح أن معظم أفراد مجموعته هم من المدنيين، وأنه يمكن ملاحظة أن معظمهم ليسوا بأصحاب لحى، وأعطى مثالاً على ذلك المركز الإعلامي للثوار. وقال إنه عند انتهاء الحرب سيعود إلى دراسة الرياضيات وسيكمل عمله واعظاً دينياً في المساجد.
الصحيفة الفرنسية عرضت أن الإسلاميين لا يرون إلى الآن أي ترجمة سياسية لانتصارهم، وقال صلابي في هذا الخصوص إنه يتطلع إلى تأسيس حزب سياسي في المستقبل، وإن دستور ليبيا الجديد يجب أن يستند إلى الشريعة الإسلامية وإلى القرآن الكريم. وقال: «كل شيء في كتابنا».
وكشف صلابي أنه وإخوته كانوا في المنفى وأنه تعرض للسجن بين عامي 1997 و2003 وأنه تعرف إلى دينه في السجن، كاشفاً عن أن شقيقه علي، وهو عضو في المجلس الوطني الانتقالي، من المقربين من جماعة الإخوان المسلمين، لكنه نفى الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين. وأخيراً، كشف علي صلابي أن ليبيا لن تشهد أحزاباً دينية، بل أحزاباً وطنية تحترم تقاليد الشعب الليبي ودينه. وقال إسماعيل صلابي إن من الضروري أن يكون للإسلاميين مكان في الدولة الجديدة وأن يأخذوا مكاناً في السلطة الجديدة.
وتحدثت الصحيفة عن مرعي الشبح، وهو زعيم قبلي مهم ومؤسس التجمع الديموقراطي التقدمي، وهو عضو في منظمة الجبهة التي تجمع 15 عضواً ومصرفي قديم وسجن في زمن القذافي. وقال الشبح إنه ممّن يقال إنهم العلمانيون المتطرفون. ونقلت الصحيفة عنه قوله إنهم رفضوا مشروع الدستور في المجلس الوطني الانتقالي؛ لأنه «مستوحى من الإسلاميين»، مشيراً إلى أنه يحدد الشريعة الإسلامية «المصدر الرئيسي للتشريع»، وهي الصيغة التي يرى فيها الشبح أنها قابلة للتفسير والتأويل، ما يسمح أيضاً بقمع الحريات، وهو أمر يرفضه.
وأضاف شبح أنه يقترح بدلاً من ذلك أن تكون الشريعة الإسلامية أحد «مصادر التشريع»، وأن رفضه كاد يكلفه حياته في التفجير الذي استهدفه في 14 أيار الماضي. وشدد شبح على أنه سيستمر في إسماع صوته، حتى لو كانت الأمور ستؤدي إلى تلقيه تهديدات، على غرار التفجير الذي تعرض له.
(الأخبار)