وصل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، على رأس وفد قيادي إلى أنقرة، للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو. زيارة مشعل تأتي في سياق تواتر الحديث عن التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين العدو الإسرائيلي و«حماس» تتضمن فك الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة. كذلك تأتي بعد أيام من حديث الحركة عن دعوة روسية لها لزيارة موسكو، بعد جمود في التواصل خلال العام الماضي.
في الوقت نفسه، نفى مسؤول الملف الدولي في «حماس» أسامة حمدان، لوكالة «الأناضول» التركية، أن تكون أنقرة قد طلبت من القيادي في الحركة صالح العاروري، الخروج من أراضيها، معتبراً أن هذه الأخبار تأتي في سياق التحريض من إعلام العدو ضد العلاقات الثنائية بين «حماس» وتركيا، خاصة أن الإسرائيليين دوماً ما يتحدثون عن أن العاروري يقود العمل العسكري في الضفة المحتلة من منفاه.
بينما يجري كل ذلك، كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس، عن أن «الاتصالات السرية التي يقودها رئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، بين إسرائيل وحماس، قد تفضي إلى توصل الطرفين إلى اتفاق قريب للتهدئة». وأكدت الصحيفة نقلاً عن «مصادر قطرية رفيعة المستوى»، أن بلير التقى خالد مشعل أخيراً، والتقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. المصادر نفسها نقلت لـ«معاريف» أن المفاوضات بين الجانبين بشأن التهدئة، بتوسط من بلير، تحرز تقدماً ملحوظاً، وهي تجري بإيجابية، بل «قد تبصر النور قريباً»، لكنها لفتت إلى أن «الشيطان يكمن في التفاصيل». وقالت الصحيفة إن اجتماع بلير مع مشعل هو الثاني من نوعه خلال شهر واحد، لأن بلير مصمم ــ وفقاً للمصادر القطرية ــ على التوصل إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد بين «حماس» وإسرائيل، مقابل رفع الحصار عن غزة. وقالت أيضاً إن بلير أخبر مشعل أن رئيس السلطة، محمود عباس، يرى في المفاوضات بين إسرائيل والحركة، إضراراً بشرعية السلطة على اعتبار أنها الممثل الوحيد لموقف الشعب الفلسطيني، لكن «بلير مصمم على التوصل إلى اتفاق طويل الأمد مقبول بين الجانبين».
الصحيفة لفتت إلى أن لقاءات بلير المكثفة شملت لاعبين إقليميين، منهم مسؤولون إسرائيليون كبار، في مقدمتهم نتنياهو، كذلك «اجتمع بلير مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المخابرات خالد فوزي، وأيضاً مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومستشار الملك الأردني للشؤون الأمنية فيصل الشوبكي».

أعلنت «كتائب القسام» أنها تمتلك تقنية للسيطرة على طائرات الاستطلاع

في إطار متصل، نقلت «الأناضول» خبراً مفاده أن وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى، وصل أول من أمس، إلى القاهرة، قادماً من تل أبيب في زيارة استغرقت عدة ساعات، والتقى خلالها عدداً من المسؤولين المصريين. مصدر أمني في مطار القاهرة قال إن «الوفد الإسرائيلي يضم خمسة مسؤولين إسرائيليين برئاسة إسحاق مولخو، وهو مدير مكتب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي».
ولعل هذه الزيارة التي تأتي برغم توقف المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة والعدو برعاية مصرية، تكون مرتبطة بملفات مثل سيناء، ولكنها بالتأكيد لن تستثني الوضع القائم في غزة، باعتبار القاهرة أكثر طرف معني بمعرفة نتائج المحادثات غير المباشرة.
على صعيد آخر، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لـ«حماس» أمس، أنها أسقطت إلكترونياً طائرة استطلاع إسرائيلية. وأضافت الكتائب في بيان، أن «وحدة خاصة من القسام، استولت على طائرة استطلاع إسرائيلية في 22 تموز الماضي، من نوع skylark1... أجريت الفحوص الأمنية والفنية اللازمة، وتم تفكيك الطائرة ودراسة النظم والتقنيات التي تعمل بموجبها، ثم إعادة تركيبا وإدخالها للخدمة لدى الكتائب». ونشر الموقع الرسمي للكتائب فيديو يوضح عملية تفكيك الطائرة وإعادة تركيبها.
(الأخبار)