فيما كان يتوقع أن يصل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إلى دمشق اليوم، أكدت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة، في وقت متأخر أمس، لوكالة «فرانس برس»، «تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمّى، بناءً على طلب سوريا، على أن يُحدّد موعد جديد لاحقاً». وكانت الزيارة مقررة للقاء الرئيس بشار الأسد، لبحث «الأوضاع على الأرض بكل شفافية»، حسبما أعلن العربي، الذي قال إنه «سيطالب الحكومة السورية بتلبية مطالب الشعب المشروعة». وأعرب لصحيفة «الشروق» المصرية عن بالغ قلقه «إزاء الأوضاع على الساحة السورية»، موضحاً أنه «لا يوجد أي ضمانات للزيارة». وفيما تحدثت مصادر عن مبادرة كا سيحملها العربي إلى دمشق تتضمن «إصلاحات واقتراحات»، أبرزها «عقد انتخابات رئاسية في عام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للأسد، وإجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشح»، نفى التلفزيون السوري وجود مبادرة. ونقل عن مصدر إعلامي قوله إن «زيارة العربي لا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة»، مشيراً إلى أن محادثاته مع كبار المسؤولين «ستتناول آخر التطورات».
وتدعو المبادرة الحكومة السورية إلى «الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين، وفصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية»، وتطالب أيضاً «بالتعويض على المتضررين وإطلاق سراح جميع المعتقلين». وسيتقدّم العربي بالطلب من الرئيس السوري «تأليف حكومة وحدة وطنية ائتلافية برئاسة رئيس حكومة يكون مقبولاً من قوى المعارضة المنخرطة في عملية الحوار، وتعمل مع الرئيس وتتحدد مهمتها في إجراء انتخابات نيابية شفافة تعددية حزبياً وفردياً يشرف عليها القضاء السوري وتكون مفتوحة لمراقبين للانتخابات وتنجز مهماتها قبل نهاية العام». وسيدعو الأسد إلى «تكليف رئيس الكتلة النيابية الأكثر عدداً تأليف حكومة تمارس صلاحيتها الكاملة بموجب القانون، ليعلن المجلس النيابي جمعية تأسيسية لإعداد وإقرار دستور ديموقراطي جديد يطرح للاستفتاء العام».
وتُلزم الورقة الأسد بإصدار «إعلان مبادئ واضحة ومحدّدة، يؤكد التزامه الانتقال إلى نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح». والورقة ستتمنى «بدء الاتصالات السياسية الجدية ما بين الرئيس وممثلي قوى المعارضة السورية على قاعدة الندية والتكافؤ والمساواة، على أساس المصالحة الوطنية العليا السورية في الانتقال الآمن إلى مرحلة جديدة وفق ثوابت الوحدة الوطنية: لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الأجنبي».
وتتزامن زيارة العربي مع تعرضه لهجوم من الصحف المصرية، التي وصفت موقفه مما يحصل بسوريا بـ«المخزي والمتراخي». وأكّدت صحيفة «اليوم السابع» المصرية، في افتتاحيتها أمس، أن «العربي يجري جهوداً تصالحية في السر وفي العلن لاحتواء الأزمة في سوريا». وأضافت أنه «يتسوَّل من النظام السوري فرصة لزيارة دمشق لإعلان مبادرة تصالحية، وكأنما أصبح دوره تبييض وجه النظام السوري رغم كل ما يجري على الأرض من مذابح».
وقارنت الصحيفة المصرية بين دور العربي وسلفه عمرو موسى إزاء الوضع الليبي، مشيرة إلى أن موسى أدى دوراً شجاعاً مقابل دور العربي الذي «يثير الشفقة والإحباط». وتساءلت عما إذا كان ممكناً أن يعلو صوت العمل الدبلوماسي مع نظام «يقتل شعبه العربي بالدبابات، وكيف تُعلن الجامعة العربية وأمينها العام إجراء زيارات ومفاوضات بينما تُسفك دماء المُصلين في المساجد».
(أ ف ب، يو بي آي، الأخبار)