أعلنت الأمم المتحدة، أمس، حالة المجاعة في منطقة سادسة في الصومال، بحيث بات أكثر من 750 ألف شخص مهدّدين بالموت جوعاً في هذا البلد الذي يواجه أسوأ جفاف في القرن الأفريقي. وقالت وحدة تحليل الأمن الغذائي التابعة للأمم المتحدة في بيان إنّ «نتائج مسح شهر آب تظهر أن معدلات سوء التغذية الحادة ونسبة الوفيات بلغت مستوى المجاعة في ولاية باي جنوب الصومال، لتصبح المنطقة السادسة التي تضربها المجاعة في الصومال».وأضافت أنّ «أربعة ملايين شخص يواجهون أزمة في الصومال، بينهم 750 ألفاً مهددين بالموت خلال الأشهر الأربعة المقبلة في غياب رد مناسب» لنقل المساعدات الإنسانية. وأضاف أن «عشرات آلالاف توفوا، أكثر من نصفهم من الأطفال».
وحذر المركز من أنه «إذا استمر المستوى الحالي للرد (على الأزمة الإنسانية)، يتوقع أن تزداد المجاعة خلال الأشهر الأربعة المقبلة». وفي تموز الماضي، أعلنت المنظمة الدولية خمس مناطق في حالة مجاعة، هي ولاية شابيل السفلى وجنوب باكول القريبتان من منطقة باي ومخيمات أفقوي للاجئين شمال مقديشو التي تضم 400 ألف لاجئ، ومخيمات اللاجئين في العاصمة ومنطقتا بلاد وادالي في شابيل
الوسطى.
وأشارت إلى أن 450 ألف شخص في خطر الموت، من أصل 8 ملايين نسمة هم عدد سكان الصومال، وأن الجفاف يطال 12,4 ملايين شخص.
وبما أنّ الصومال يعاني حرباً أهلية، وتسيطر «حركة الشباب» الموالية لتنظيم «القاعدة» على المناطق الجنوبية الأكثر تضرّراً فيه، فإن ذلك يصعّب من عملية وصول المساعدات. وحتى الآن، جرى صرف 59 في المئة من قيمة المساعدة اللازمة لدول القرن الأفريقي التي تواجه جفافاً غير مسبوق، أي أكثر من مليار دولار من أصل 2,4 مليار، بحسب أرقام الأمم المتحدة حتى مطلع أيلول الجاري. ومع تعاظم الكارثة في الصومال، باتت ليبيا المجاورة ملاذاً آمناً للعديد من اللاجئين الصوماليين الساعين إلى بلوغ أوروبا بطريقة غير شرعية.
ويقول الشاب الصومالي عمر عبد الكريم: «أدرك أن ليبيا منطقة حرب، لكنني لا أراها أكثر خطراً من الصومال». وعبد الكريم هو واحد من عشرات الصوماليين الذين نقلوا إلى رعاية الأمم المتحدة في طرابلس. ويضيف أنه غادر الصومال هرباً من حركة «الشباب»، التي تسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، بعد تهديده بالقتل إن لم يقاتل في صفوفها. ويتحدث عبد الله محمد عن هذه الرحلة ويقول إنها «استغرقت 25 يوماً»، مشيراً إلى أن كلفة الوصول إلى ليبيا تبلغ نحو 800 دولار للشخص الواحد. ويكشف أنّ ثلاثة من أفراد المجموعة تقل أعمارهم عن 18 عاماً لقوا حتفهم خلال الرحلة.
(أ ف ب، يو بي آي)