لا يوحي الحراك الدبلوماسي المكثف في الشهر الأخير حول «مكافحة داعش» وإنهاء الحرب السورية أنّه أوصل إلى تفاهم الحدّ الأدنى.هوة «سوريّة» بين موسكو والرياض، أظهر لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره عادل الجبير أنّ ردمها ما زال بالنيّات... لا بصفقات السلاح بين الطرفين.

الوزير الروسي الذي حاول أن يبتعد عن ذكر الرئيس بشار الأسد في «سوريا المستقبل»، قال إنّ على الجيشين السوري والعراقي والأكراد أن ينسّقوا في قتال «داعش». لكن الجبير أراد تأكيد بلاده «ثبات» موقفها من الأزمة السورية: «حل سلمي بموجب جنيف 1... ولا دور للأسد في مستقبل سوريا». كلام الجبير دعا لافروف إلى التأكيد أن «الاختلافات مستمرة» بين الدولتين، و«مصير الرئيس الاسد جزء من هذه الخلافات».
إذاً الخلافات العميقة حول سوريا على حالها، رغم ترتيب موسكو لقاء مملوك ــ بن سلمان الشهير، واللقاء الثلاثي في الدوحة الذي جمع لافروف والجبير مع نظيرهما الأميركي جون كيري لوضع مكافحة «داعش» على سلّم الأولويات.
الجبير أكّد في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف أن السعودية «لن تتعاون مع النظام في دمشق»، معتبراً أنّ «موقف المملكة لم يتغير وهو مبني على حل سلمي بموجب إعلان جنيف 1، وأن لا دور للأسد في مستقبل سوريا».
وشدّد على أن الحديث مع لافروف تركز أيضاً على «أهمية توحيد صف المعارضة السورية لتتطلع برؤية واحدة إلى مستقبل سوريا والبدء بالعملية السلمية بموجب جنيف 1».
ورداً على سؤال حول قيام «تحالف ضد الارهاب» يشمل السعودية وتركيا والعراق وسوريا، قال الجبير: «هذا الموضوع لم يُطرح والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يطالب بمواجهة الارهاب ونحن ندعمه في ذلك، والتحالف ضد الارهاب قائم ضد داعش والمملكة جزء منه».
ولفت، في هذا السياق، إلى أن «أي توقعات أو تصريحات أو تعليقات في وسائل الاعلام أو من قبل مصادر مجهولة عن تغيّر في موقف المملكة تجاه سوريا لا أساس لها وغير صحيحة».
بدوره، قال لافروف إن «الامر لا يتعلق بتشكيل تحالف تقليدي بقائد أعلى وقوات مسلحة تطيعه»، بل «بتنسيق تحركات الذين يحاربون الارهابيين أصلاً»، أي الجيشين السوري والعراقي والأكراد «ليدركوا مهمتهم الاولى وهي مكافحة التهديد الارهابي (...) ويضعوا جانباً تصفية حساباتهم».
وتابع الوزير الروسي أنه خلافاً لتنظيم الدولة الاسلامية «لا يهدد بشار الاسد أي بلد مجاور»، داعياً «الجميع الى المقارنة بين حجم هذه التهديدات».
لكن الجبير عاد وأكد رفض التعاون مع الرئيس السوري، قائلاً «نحن نعتقد أن بشار الأسد جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل، ونعتقد أن أحد الاسباب الرئيسية في نمو داعش في سوريا هو بشار الاسد، لأنه في السنوات الاولى لم يوجّه سلاحه ضد داعش بل ضد شعبه والمعارضة السورية المعتدلة، ما جعل داعش تسيطر على أجزاء كبيرة من سوريا».
من جهته، أعاد لافروف التأكيد على أن الشعب السوري وحده يمكنه تقرير مصير الاسد، وأنّ «القرار حول كافة قضايا التسوية، ومن بينها ما يتعلق بإجراءات المرحلة الانتقالية والاصلاحات السياسية، يجب أن يتخذه السوريون أنفسهم».
وأشار الى أن «الاختلافات مستمرة» بين الدولتين، مؤكداً أن «مصير الرئيس الأسد جزء من هذه الخلافات».
في السياق، أدانت ‏وزارة الخارجية السورية المواقف الصادرة عن «وزير خارجية نظام آل سعود» والتي عرّت بشكل كامل الدور التدميري للمملكة ‏الوهابية «ملهمة الفكر التفكيري الظلامي في العدوان على سوريا».
وأضاف بيان الوزارة أنّ «‏النظام السعودي الهارب من العصور الوسطى والذي لا يستند إلى أي شرعية دستورية والملطخة يداه بدماء الشعبين السوري واليمني هو آخر من يحق له التحدث عن الشرعية والمشروعية، لأنه وببساطة فاقد الشيء لا يعطيه».
وتابع البيان أنّه «لم يعد خافياً على أحد أن ‏تنظيم داعش الارهابي ولد من رحم النظام الوهابي فكراً وممارسة، وهما يتشاركان معاً في عقلية ونهج قطع الرؤوس والأيدي والجلد باسم الإسلام، والإسلام بتعاليمه السامية السمحة من كل ذلك براء».
(الأخبار)