للمرّة الثانية خلال أقلّ من أسبوع، جرى أمس التوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة، بعد تدخّل مصري، في وقت اندلعت فيه مواجهات في الضفة الغربية بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، إثر اتخاذ السلطات الإسرائيلية قراراً بمنع دخول المصلين إلى القدس المحتلة.وقال مسؤول فلسطيني إن إسرائيل ونشطاء حركة الجهاد الإسلامي وافقوا، أمس، على وقف لإطلاق النار بعد أيام من أعمال عنف قاتلة عبر الحدود. وأضاف أن الطرفين أبلغا القاهرة بأنهما سيلتزمان الهدنة التي جرى التوصل إليها بوساطة مصرية ومن الأمم المتحدة وأعلنت يوم الاثنين.
وأكد القيادي في «الجهاد الإسلامي»، نافذ عزّام، أن «هناك جهوداً بذلتها القيادة المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار»، فيما قال عضو المكتب السياسي في الحركة، محمد الهندي: «سنراقب الأوضاع على الأرض، وسنرد على أي خرق للتهدئة»، مشدداً على حرص الفصائل على «تجنيب شعبنا العدوان». وأضاف أن «العدو لديه أجندات خاصة، ويحاول أن يخرج منها بتصدير عدوانه على قطاع غزة».
وقال بيان أصدره المتحدث باسم حكومة حماس في غزة طاهر النونو، الليلة قبل الماضية إن حكومته أجرت محادثات مع مصر والأمم المتحدة للضغط على إسرائيل لوقف الهجمات وحثت الفصائل الفلسطينية على وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وحثت حركة حماس، أمس، الفصائل الفلسطينية على تفويت الفرصة على المزيد من «العدوان» والإعداد لاختيار الوقت المناسب للرد على الهجمات الإسرائيلية، في طلب غير مباشر بوقف الهجمات الصاروخية على التجمعات الإسرائيلية.
ودعا القيادي في الحركة، صلاح البردويل، فصائل المقاومة الفلسطينية إلى «توحيد البندقية، وتفويت الفرصة على المزيد من العدوان، والإعداد لاختيار الوقت المناسب لتلقين العدو درساً في البطولة والفداء والصمود». وشدد على ضرورة «تفويت الفرصة على الاحتلال»، مؤكداً أن «شعبنا قادر على الصمود ورد العدوان في اللحظة التي يحددها ويراها مناسبة، والعدو يفهم ذلك جيداً».
وقال البردويل: «ما يقوم به الاحتلال من جرائم متتالية وتصعيد خطير، إنما يدل على نيات مبيّتة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف شعبنا، وتصدير الأزمة الإسرائيلية الداخلية إلى الطرف الفلسطيني، والتغطية على فشله الذريع في الحفاظ على أمنه». وقدّر جهود الحكومة المقالة بغزة «التي أجرت الاتصالات المكثفة مع مصر ومفوض الأمم المتحدة لمطالبتهم بوقف العدوان»، داعياً كل الأطراف التي تراقب الوضع في قطاع غزة «للجم العدوان».
في هذا الوقت، اندلعت مواجهات بين مئات الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي، أمس، قرب حاجز قلنديا بين رام الله والقدس في الضفة الغربية.
وأقام مئات الفلسطينيين صلاة الجمعة قرب الحاجز بعدما منعتهم القوات الإسرائيلية من الوصول إلى المسجد الأقصى. ونظم الفلسطينيون بمشاركة متضامنين أجانب تظاهرة احتجاجية بعنوان «طرق على أبواب القدس» قرب الحاجز، إلا أن القوات الإسرائيلية تدخلت لتفريقهم مستخدمة قنابل مسيلة للدموع وأعيرة مطاطية، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق بينهم عدد من الصحافيين. وألقى الشبان الفلسطينيون الحجارة تجاه القوات الإسرائيلية التي طاردتهم حتى أطراف مخيم قلنديا.
وانتشرت قوات الشرطة الإسرائيلية بكثافة في القدس خشية حصول حوادث إثر صلاة الجمعة الأخيرة في شهر رمضان، بحسب ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي. وقالت متحدثة باسم الشرطة: «نُشر شرطيون وحرس حدود في القدس، فيما تستمر حالة الطوارئ في كامل أنحاء البلاد».
وسمحت القوات الإسرائيلية بدخول القدس الشرقية للفلسطينيين الذين تفوق أعمارهم 50 عاماً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)