ترافق الهدوء النسبي الذي تعيشه الحدود التركية ـــــ العراقية منذ يومين، مع تحركات شعبية خجولة في بغداد للتنديد بالحرب التركية، وتسجيل كلام عراقي حكومي وضعته وسائل إعلام تركية في خانة «الضوء الأخضر الضمني» لاستمرار القصف التركي بشرط عدم تحوله إلى اجتياح بري لأراضي إقليم كردستان العراق «إلا بالتنسيق مع بغداد». ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، حومان حموي، قوله إنّ اجتياز القوات التركية الحدود البرية مع العراق «سيزعجنا، تماماً مثلما يزعجنا وجود أحزاب غير شرعية على أراضينا (في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني)، لذلك نتمنّى على جيراننا طرق أبوابنا في بغداد قبل دخولهم أراضينا». كلام وضعته الصحيفة في خانة «الضوء الأخضر العراقي الضمني» لمواصلة القوات التركية استهداف أراضي شمال العراق.
في هذا الوقت، تظاهر عشرات العراقيين وسط بغداد للمطالبة بوقف «الاعتداءات» التركية ــ الإيرانية ــ الكويتية على أراضي العراق وسيادته. ورفع المتظاهرون، أمام مبنى وزارة الخارجية، لافتات تطالب الحكومة بموقف أكثر صرامة تجاه هذه «الاعتداءات»، وسلّموا لهذه الغاية مذكرة احتجاج إلى مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية العراقية.
ميدانياً، لم تشن المقاتلات التركية يوم أمس أيضاً غارات جديدة على مواقع كردية في شمال العراق، حتى إنّ الجيش التركي تلقى هجوماً مضاداً يرجح أن يكون مقاتلي «الكردستاني» يقفون خلفه، وذلك عندما أصيب 15 جندياً بانفجار في الحافلة التي كانت تقلهم في إقليم هكاري، جنوب شرق البلاد. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن حاكم إقليم هكاري معمر تركر قوله إن 15 جندياً أصيبوا بجروح عندما أدى الانفجار إلى انقلاب الحافلة. ومن غير المعروف ما إذا كانت الحملة العسكرية التركية قد توقفت بموجب قرار عسكري أو سياسي، أو بسبب انتشار الفضيحة الهائلة التي تضرب الجيش منذ يومين، تحديداً منذ انتشرت التسجيلات الصوتية لرئيس الأركان السابق عشق كوشانر، التي يعترف فيها بارتكاب أخطاء كبيرة في «الحرب ضد الإرهاب»، أدت إلى خسائر فادحة للجيش ومقتل جنود برصاص زملائهم، إضافة إلى الفضيحة الأكبر، التي تُرجمت باعتراف كوشانر نفسه بالتورط في خرق القانون في قضايا يرجح أن تكون متصلة بقضايا «إرغينيكون» و«خطة المطرقة» التي يحاكم فيها جنرالات وضباط حالياً بتهم إعداد خطط للانقلاب على الحكومة.
(الأخبار، رويترز)