كشف المفتش النووي الدولي السابق لدى الأمم المتحدة، أولي هاينونن، أمس أن مخزونات من اليورانيوم ومواد أخرى موجودة في مركز أبحاث بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس يمكن استخدامها لصناعة «قنبلة قذرة»، مشدداً أن على المعارضين الليبيين، الذين سيطروا على غالبية أراضي بلادهم، تأمين هذا المركز. وقال هاينونن، الذي تولى منصب رئيس عمليات التفتيش النووي في العالم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة حتى منتصف عام 2010 ويُدرّس الآن في جامعة «هارفارد» الأميركية، إن برنامج ليبيا لتخصيب اليورانيوم جرى تفكيكه في وقت لاحق. وأضاف، في تعليق على الإنترنت، إن المعلومات والوثائق الحساسة التي تتراوح بين معلومات عن تصميم الأسلحة النووية إلى مكونات أجهزة الطرد المركزي جرت مصادرتها أيضاً.
واستغرق التخلص من اليورانيوم الليبي العالي التخصيب والذي كان يُستخدم لتزويد مركز «تاجوراء» للأبحاث، في ضواحي طرابلس، بالوقود وقتاً أطول. لكن آخر شحنات الوقود المُستنفد خرجت من ليبيا في أواخر عام 2009.
غير أن هاينونن الذي كان نائباً سابقاً للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا قال إنه «ما زالت هناك مخاوف أمنية نووية». وأضاف المفتش الذي عمل لفترة في مراقبة البرنامج النووي الإيراني، إنه ما زالت هناك في تاجوراء مخزونات بكميات كبيرة من النظائر والنفايات المشعة ووقود اليورانيوم المنخفض التخصيب، بعد ثلاثة عقود من الأبحاث النووية وإنتاج النظائر المشعة.
وقال «يمكن أن نشعر بالامتنان لأن مخزونات اليورانيوم العالي التخصيب لم تعد موجودة في ليبيا، إلا أن المواد الباقية في تاجوراء يمكن إذا وقعت في الأيدي الخطأ أن تستخدم كمكونات لصنع قنابل قذرة. الوضع في تاجوراء اليوم غير واضح».
وذكّر هاينونن بأن أعمال نهب لمخزون مواد نووية ومشعة في مركز التويثة للأبحاث النووية القريب من بغداد وقعت بعد سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003. وأضاف «لأسباب أهمها الحظ المحض لم يسفر الأمر عن كارثة إشعاعية»، مضيفاً إن المجلس الوطني الانتقالي الليبي يجب أن يكون على دراية بالمواد المخبأة حول تاجوراء. وقال «يجب أن يؤكد للعالم أنه يقبل مسؤوليته، وأنه سيتخذ الخطوات الضرورية لتأمين هذه المصادر التي قد تكون مصادر مشعة خطيرة» بمجرد انتقال السلطة في ليبيا.
ويمكن أن تجمع القنابل القذرة بين المتفجرات التقليدية مثل الديناميت والمواد المشعة. وصنع قنبلة الانشطار النووي صعب من الناحية التقنية ويتطلب يورانيوم أو بلوتونيوم يصلح للاستخدام في صنع القنابل والذي يصعب الحصول عليه. ويصف خبراء هذا الأمر بأنه غير مُرجّح، لكنه سيؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات إذا حدث.
وفي وقت لاحق أمس، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مخازن أسلحة الدمار الشامل في ليبيا وخصوصاً كميات غاز الخردل «مؤمنة».
ورداً على سؤال عما إذا كانت أسلحة الدمار الشامل الليبية وخصوصاً أكثر من عشرة أطنان من غاز الخردل في مكان آمن، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع ديف لابان «نعم».
وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد وافق عام 2003 على التخلي عن سعيه إلى امتلاك أسلحة نووية وكيميائية وبيولوجية لإصلاح العلاقات مع الغرب.
(رويترز، أ ف ب)