ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ الخلية التي نفذت عملية إيلات الأسبوع الماضي ونجم عنها مقتل سبعة إسرائيليين وخمسة جنود مصريين، هي مصرية ـــــ فلسطينية وخططت للعملية بمساعدة البدو على مدى أسابيع في سيناء، تزامناً مع خرقه الهدنة في قطاع غزة وشنّه غارات أدت إحداها إلى استشهاد قيادي في سرايا القدس. وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إنّ الجنرال الإسرائيلي أمير آيشل، سافر على نحو «ضروري» إلى القاهرة بداية الأسبوع، ليعرض على الجانب المصري نتائج التحقيق الإسرائيلي الأولي، التي تُظهر «إثباتات مصوّرة» تساند ادعاءاته. وقال التحقيق إنّه من خلال فحص هوية جثث منفذي العملية، يتبيّن أن «ثلاثة منهم مواطنون مصريون»، وأنّ واحداً منهم كان «عضواً في تنظيم إسلامي مصري متطرف حوكم في مصر، وهرب من السجن في الأيام الأولى من الانتفاضة».وبحسب التحقيق، فإن عضو الخلية المصري الذي قُتل مع عدد من المصريين الآخرين «انضم إلى رجال لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية الذين أتوا من غزة، ونفذوا معاً العملية». وأضاف أن الدولة العبرية «تملك إثباتات إضافية تدل على أن الخلية الفلسطينية ـــــ المصرية قضت أسابيع طويلة في سيناء قبل العملية وتعاونت مع بدو من مواطني مصر». وزعم التحقيق أن «الجنود المصريين على الحدود لاحظوا وجود الخلية على مقربة منهم قبل العملية، لكنهم لم يفعلوا شيئاً». وخلص إلى أنه بسبب اختلاط الجنود وأعضاء الخلية، أُصيب جنود مصريون برصاص الجيش الإسرائيلي «أو برصاص المخربين».
وفي سياق العلاقات المصرية الإسرائيلية، ذكرت صحيفة «معاريف» أن القاهرة حذرت تل أبيب، عقب هجمات إيلات، من أن عملية عسكرية واسعة ضد غزة ستمثّل خطراً على السلام بين الدولتين، وستؤدي إلى قطع العلاقات بينهما. ولفتت الصحيفة إلى أن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى قال لمسؤول مصري خلال محادثة بينهما الأسبوع الحالي: «أوقفنا التصعيد في غزة من أجلكم».
في هذا الوقت، خرقت القوات الإسرائيلية الهدنة التي اتُّفق عليها بين فصائل المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال يوم الاثنين بعد 5 أيام من القصف، وشنت طائرة إسرائيلية من دون طيار هجوماً على سيارة وأصابتها بصاروخين، ما أدى إلى مقتل قيادي بارز من سرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، هو إسماعيل الأسمر (34 عاماً)، وإصابة اثنين آخرين بجروح. وعرفت الجهاد الشهيد بأنه زعيم الحركة في رفح، متوعّدةً بالردّ.
وفي إطار هذا الردّ، أطلقت سرايا القدس 6 قذائف هاون على إسرائيل. وقالت في بيان إنها قصفت مواقع كيسوفيم والاستخبارات والكاميرا المحاذية لقطاع غزة بست قذائف هاون، ردّاً على اغتيال الأسمر. وذكرت السرايا أن مجموعة أخرى من ناشطيها نجت من غارة استهدفتها في دير البلح وسط قطاع غزة.
لكن الجيش والشرطة الإسرائيليين قالا إن قذيفتي هاون على الأقل سقطتا في قطاع أشكول جنوب إسرائيل من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات.
كذلك، استهدفت غارة إسرائيلية دراجة نارية في دير البلح وسط القطاع، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين بجروح. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إن صاروخاً أُطلق من قطاع غزة سقط في ميدان النافورة برفح المصرية وأدى إلى إصابة امرأة نُقلت إلى المستشفى للعلاج.
من جهتها، أدانت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» الخرق المتعمد للقوات الإسرائيلية لحالة الهدوء القائمة وتنفيذ عمليات اغتيال وقتل مواطنين في غزة. وقالت إن «مثل هذه الإجراءات العدوانية تؤكد أن دولة الاحتلال ليست لديها نيات صادقة للحفاظ على التهدئة، وتصر على استمرار حالة التصعيد والتوتر».



تبادلت الحكومة والمعارضة في إسرائيل الاتهامات على خلفية التصعيد في غزة في أعقاب هجمات إيلات، فيما عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً للمجلس الوزاري المصغر لبحث الأوضاع استمر لأكثر من 6 ساعات. وقالت رئيسة حزب «كديما»، زعيمة المعارضة، تسيبي ليفني إن «إسرائيل خرجت بصورة سيئة من جولة المواجهة الأخيرة في الجنوب، وعليها أن تعيد ردعها». وحذّرت من أن عزلة إسرائيل السياسية تقيد قدرتها على شن عملية عسكرية على غزة. لكن الوزير بيني بيغن رفض أقوال ليفني، وقال إنه «عندما تكون لدى الدولة قوة فإنها مطالبة باستخدامها بتعقل ونسبية ووفقاً لما هو مطلوب فقط». وأضاف أن «حماس بنفسها اهتمت بأن توقف الفصائل الأخرى إطلاق النار، لا لأن إسرائيل استخدمت القوة، بل لأنها مارست قوة نسبية».
(أ ف ب)