وقّع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، أمس، مرسوماً حول بدء تطبيق عقوبات على ليبيا تبنتها الأمم المتحدة في آذار، وخصوصاً حظر التعاملات المالية مع نظام معمر القذافي، حسبما ذكر الكرملين، فيما أكد أحد ضباط الأمن الليبيين بعد اعتقاله على أيدي عناصر المعارضة أن القذافي لا يزال قوياً يحظى بدعم القبائل وفي أمان. ورغم امتناع روسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن، عن التصويت على القرار الدولي 1973 في آذار الماضي، أوضح الكرملين أمس أن ما وقعه الرئيس الروسي «تدابير حول تطبيق القرار 1973» الذي يحظر تحليق طائرات ليبية وطائرات متوجهة الى ليبيا في المجال الجوي الروسي، باستثناء تلك التي تنقل مساعدات انسانية أو تقوم بهبوط اضطراري. وبحسب المرسوم، أجيز للأسطول الروسي تفتيش سفن شحن متوجهة الى أو آتية من ليبيا. من جهة ثانية، أفادت صحيفة «اندبندنت» البريطانية بأن دبلوماسيي النظام الليبي حاولوا بيع ما قيمته 100 مليون جنيه استرليني من المنازل وسيارات الليموزين والمعدّات الإلكترونية التابعة لسفارتهم في لندن، بعدما طلبت منهم حكومتها مغادرة بريطانيا. وقالت الصحيفة إن مسؤولين في المعارضة الليبية في لندن ادعوا أن اثنين من دبلوماسيي نظام القذافي حاولا بيع العقارات التابعة للسفارة، بما في ذلك 9 منازل وسط لندن وبأسعار مخفوضة إلى حد كبير. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بريطاني قوله «إن نتائج الضغوط بدأت تظهر، ونعرف أن السفارات الليبية بجميع أنحاء المنطقة منخرطة ببيع مقتنياتها من أجل جمع المال لنظام القذافي الذي يعاني ضائقة مالية ووصل إلى مرحلة اليأس ونقطة اللاعودة».
ميدانياً، قالت المعارضة الليبية المسلّحة إن مقاتليها استولوا أول من أمس على جزء من مدينة البريقة النفطية، بينما تحاول قواتها في الغرب التحرك صوب الزاوية في مسعى للتقدم نحو العاصمة طرابلس معقل الزعيم الليبي. وقال متحدث باسم المعارضة إن المقاتلين سيطروا على أحياء سكنية في البريقة، لكن الجنود المؤيدين للقذافي ما زالوا يسيطرون على الاجزاء الغربية من المدينة حيث توجد المنشآت النفطية.
إلى ذلك، قال ضابط في الاستخبارات الليبية ألقت المعارضة المسلحة القبض عليه أمس، إن نحو 70 في المئة من الليبيين في طرابلس لا يزالون يؤيدون العقيد القذافي، وإنه ليس معرّضاً لخطر السقوط قريباً بل هو في مأمن من الخطر.
وقال العميد الهادي العجيلي، الذي وصف نفسه بأنه عضو في جهاز الاستخبارات الليبي، إن معظم مناطق طرابلس هادئة، مضيفاً أن هناك بعض المعارضة للقذافي في أحياء العاصمة الليبية مثل تاجوراء وسوق الجمعة، مشيراً الى أنه سمع بوجود تظاهرات هناك ووصف هذا بأنه مشكلة.
وأضاف أن الحكومة تتعامل معها وحين يخرج الناس عما هو مسموح به يُعتقلون.
وقال العجيلي (54 عاماً) وهو أب لستة أبناء ألقت المعارضة القبض عليه في مدينة نصر بالغرب الليبي، إن القذافي لا يزال يتمتع بدعم القبائل ذات النفوذ، ولا يزال قوياً جداً. واعترف العجيلي بأنه أرسل الى مدينة نصر للمساعدة في الإشراف على عملية الحكومة في مواجهة تقدم المعارضة نحو الزاوية (50 كيلومتراً غربي طرابلس).
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)