وسط دعوات إسرائيلية إلى التظاهر يوم السبت المقبل في مدن خارج تل أبيب، ألّف قادة الاحتجاجات الشعبية، التي انطلقت منذ أيام في دولة الاحتلال، لجنة خبراء بديلة عن تلك التي عيّنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو برئاسة مستشاره لشؤون الاقتصاد القومي البروفيسور مانويل ترختنبرغ، بسبب ترجيحهم احتمال عدم التجاوب مع مطالبهم. وأطلق المحتجون اسم «لجنة روتشيلد» على هيئة الخبراء التي ألفها نتنياهو، نسبة إلى معسكر خيام الاحتجاج في جادة روتشيلد بوسط تل أبيب، الذي مثّل الشرارة الأولى لحركة الاحتجاج. وقالت صحيفة «هآرتس» إن قادة الاحتجاجات لا ينوون التعاون مع هذه اللجنة خلال هذه المرحلة. وألّف المتظاهرون لجنة خبراء بديلة مكوّنة من أساتذة جامعيين التقوا بمبادرة منهم قادة الاحتجاجات في تل أبيب أول من أمس. وشارك في الاجتماع كل من الأساتذة يوسف زعيرا وأفياه سفيبك وداني فيلك وداني غوطفاين ويوسي يونا. وفي نهاية اللقاء، تقرر تأليف طواقم ممثلين للمتظاهرين متخصصين في مجالات الاحتجاج الرئيسية، وبينها الرفاه الاجتماعي والسكن والمواصلات.وأكّد أستاذ الاقتصاد في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، البروفيسور يوسف زعيرا، أنّ «نتنياهو لن يستجيب لمطالب المحتجين»، مشيراً إلى أن «طاقم الخبراء الذي ألّفه (برئاسة تراختنبرغ) هو مناورة إعلامية، لأن مشاكل نتنياهو مهنية لا سياسية». وأضاف زعيرا إن «جميع النخب السياسية والاقتصادية الحالية تؤيد السياسة الاقتصادية القائمة. جميعها تؤيد تخفيف أعباء الضرائب عن الأغنياء وتقليص نفقات الحكومة، ومن هذه الناحية، لا فرق بين الليكود وكديما وحزب العمل». وبخصوص زيارة سياسيين ووزراء لمعسكر خيام المحتجين في تل أبيب، كوزير المواصلات إسرائيل كاتس، ووزير جودة البيئة جلعاد أردان، علق زعيرا قائلاً «من الواضح أنه عندما تكون هناك احتجاجات كبيرة إلى هذه الدرجة، فإنه سيكون هناك سياسيون سيغيرون جلدهم ليركبوا الموجة الجديدة».
من جهته، كشف أستاذ التاريخ في جامعة حيفا، داني غوطفاين، أن «اللقاء مع قادة الاحتجاجات كان هدفه إعطاء ثقل مهني أكاديمي لمجمل المطالب التي ستطرحها حركة الاحتجاج». في هذه الأثناء، دعا مسؤولو حركة الاحتجاج الى تظاهرات جديدة مساء السبت، لكن ليس في مدينة تل أبيب، التي شهدت تظاهرة ضخمة، الأسبوع الماضي. وقالت إحدى منظمات حركة التظاهرات، ستاف شافير، «لقد قرّرنا عدم تنظيم تظاهرات في تل أبيب، بل الدعوة إلى تظاهرات في كل البلاد لإثبات أنّ الاحتجاجات لا تقتصر على سكان تل أبيب». وأكدت أن «التظاهرات تزداد توسعاً مع إقامة نحو 80 مخيماً للاحتجاج منتشرة في سائر أنحاء البلاد».
بدوره، أشار رئيس اتحاد الطلاب، ايتسك شمولي، إلى أن «تظاهرتين ستجريان السبت في العفولة في شمال فلسطين المحتلة، وبئر السبع في الجنوب».
(أ ف ب، يو بي آي)