مع تزايد وتيرة الحديث عن تجديد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استعداده لنقل السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، نفى قيادي في أحزاب «اللقاء المشترك»، في اتصال مع «الأخبار»، وجود أي وفد يمثلها في جدة للتفاوض على ترتيبات نقل السلطة. وأكد القيادي المعارض أنّ «كل شخصيات اللقاء المشترك تنفي هذه المزاعم، بما في ذلك سلطان العتواني» الذي أُشيع أنه يرأس الوفد، مؤكداً أن الأخير موجود في صنعاء لا في جدة. ووضع المصدر الترويج لمثل هذه المعلومات في «سياق مؤامرة لتفكيك اللقاء المشترك»، وخصوصاً مع تصاعد استعداداته لإعلان الجمعية الوطنية بعد أسبوع. وأشار المصدر إلى أنّ «السعودية من الممكن أن تلعب كافة الأوراق، نظراً إلى شعورها بخطورة الجمعية الوطنية، وهي تحاول قدر الإمكان الإبقاء على جزء من نظام صالح، لأنها لا تريد له أن يسقط». أما عمّا تردد بشأن نية صالح تسليم السلطة لنائبه، فقد رأى المصدر أن هذا الموضوع لا يعني سوى الرئيس اليمني، بينما عاد الحديث عن وضعه الصحي مع إشارة موقع «المصدر أونلاين» إلى أن دبلوماسياً ألمانياً التقى صالح في مشفاه بالرياض قبل فترة، وأبلغ بعدها مسؤولين في المعارضة اليمنية أن «عيني صالح تالفتان، ويده اليسرى مبتورة وقد حلّت مكانها يد اصطناعية»، الأمر الذي يعزز من إشارات عدم عودته إلى بلاده.
وفي السياق، نسبت صحيفة «أخبار اليوم» اليمنية إلى دبلوماسي خليجي رفيع المستوى في صنعاء قوله إن دول الخليج والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تلقّت تأكيدات من الولايات المتحدة أن الرئيس اليمني بعث بخطاب إلى البيت الأبيض، أكد فيه موافقته الصريحة على نقل السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، وعدم رغبته في العودة إلى اليمن. وأشار الدبلوماسي الخليجي إلى أن «ردّ البيت الأبيض كان مرحِّباً ومطالباً بالنقل الفوري للسلطة من دون تأخير، وفق المبادرة الخليجية».
كذلك أكد الدبلوماسي الخليجي نفسه أنّ «مسألة النقل الفوري للسلطة أمر يحظى بدعم جميع دول الخليج، بما في ذلك السعودية»، وأن «أي تعديل على المبادرة الخليجية قابلته دول الخليج بالرفض التام »، كاشفاً عن أن «التنسيق بين دول الخليج والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مستمر بوتيرة عالية على قاعدة النقل الفوري للسلطة باعتباره المخرج الوحيد للأزمة اليمنية، سواء وفق آليات المبادرة الخليجية أو المبادرة التي عرضها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر في زيارته الأخيرة لليمن».
في غضون ذلك، حضّ أعضاء مجلس الأمن، خلال جلسة خُصِّصت لبحث الوضع اليمني، كلاً من الرئيس صالح والمعارضة على إيجاد مخرج سريع للأزمة السياسية التي تشلّ البلاد، معربين عن «قلقهم العميق» إزاء تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والأمنية في اليمن.
وحذّر مجلس الأمن من أن يستغل تنظيم القاعدة فراغ السلطة الحاصل لتعزيز نفوذه في هذا البلد، بينما نبّه المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر، خلال تقديمه تقريره عن مهمته الأخيرة، من أن الاقتصاد اليمني مهدد بالانهيار. في هذه الأثناء، أعلنت «حركة الصمود» في ساحة التغيير بصنعاء، المقربة من جماعة الحوثيين، اعتقال سلطات الأمن اليمنية 3 من عناصرها المشاركين في الاعتصامات التي تشهدها العاصمة، وذلك بعد أيام من كشف منظمات حقوقية عن اعتقال مئات المدنيين والعسكريين ممن يساندون الثورة اليمنية.
وفي أحدث أنباء المعارك بين السلطات ومسلحين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم القاعدة، أعلن رجال قبائل يشاركون في المعارك إلى جانب الجيش أنهم قتلوا القيادي في جماعة «أنصار الشريعة» ياسر الشليلي في مدينة مودية الواقعة على بعد نحو 130 كيلومتراً إلى الجنوب من ميناء عدن، حيث صُدّت محاولة للمتشددين لدخول المدينة.
(الأخبار، يو بي آي، رويترز)