منذ إقالة الرئيس السوري بشار الأسد وزير الدفاع علي حبيب من منصبه، وتعيين رئيس الأركان السابق داوود راجحة بدلاً منه، يتوقع مراقبون للشأن السوري انتقال نائب رئيس أركان الجيش للشؤون الأمنية، آصف شوكت، إلى واجهة المؤسسة العسكرية، وبالتالي إلى واجهة الأحداث في حال تعيينه رئيساً للأركان. آصف شوكت، زوج شقيقة الرئيس بشار الأسد، يعيش في الظل بعيداً عن الإعلام، شأنه شأن جميع قادة الأجهزة الأمنية السورية العديدة. المعلومات الشخصية المعروفة عنه نادرة. ولد آصف شوكت في مدينة طرطوس عام 1950، تخرّج من كلية الحقوق عام 1972، ودرس بعدها التاريخ، ثم تطوع في الكلية الحربية عام 1976، ليتخرج بعد ثلاث سنوات ضابط اختصاص مشاة.
مع الوحدات الخاصة، وكرئيس لسرية الاقتحام، شارك شوكت في الصدامات المسلحة بين السلطة والإخوان المسلمين المسلحين في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، لينتقل مطلع عام 1983 إلى جهاز «الأمن العسكري»، وليشرف بنفسه على إنشاء سرايا المداهمة، قبل أن يوكله الرئيس الراحل حافظ الأسد بتوفير الحماية الأمنية الخاصة لابنته بشرى التي تزوجها شوكت لاحقاً، عام 1995، في إحدى قرى لواء إسكندرون، واستقرا بعد زواجهما عدة أشهر في إيطاليا.
لاحقاً، وبعد عامين على تقاعد رئيس الأركان في الجيش السوري العماد حكمت الشهابي عام 1998، عُيّن مكانه صديق آصف شوكت، العماد علي أصلان عام2000، فيما شغل شوكت موقع رئيس فرع أمن القوات العسكرية المتخصص في شؤون الجيش وضباطه، فتضاعف نفوذه داخل المؤسسة العسكرية. وبعد 11 أيلول 2001، كُلّف شوكت أيضاً بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الغربية، ونجح في هذا السياق في التأسيس أمنياً للمصالحة السياسية لاحقاً بين دمشق والمجتمع الدولي، بعدما خرجت سوريا من العزلة الدولية التي فرضت عليها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
عام 2005، عيّن آصف شوكت رئيساً لجهاز الأمن العسكري، وهو الجهاز الاستخباري الأقوى في سوريا. ولدى هذا الجهاز في دمشق فروع تخصصية قائمة في مبان مستقل بعضها عن بعض، أهمها: فرع التحقيق، وسرية المداهمة (215)، وفرع الدوريات، وفرع فلسطين، وفرع المنطقة، وفرع المعلومات، وفرع شؤون الضباط (293) الذي كان مقرّه في «الأركان»، ونقل أخيراً إلى بناء جديد يتبع للاستخبارات العسكرية. لكن عام 2009، رُقّي شوكت مجدداً ليصبح نائباً لرئيس الأركان للشؤون الأمنية، بينما حل صديقه اللواء عبد الفتاح قدسية محله في رئاسة «الأمن العسكري».
تجدر الإشارة إلى أن علاقة قدسية بشوكت قديمة، وهو يعتبر الأقرب إلى شوكت بين مختلف ضباط الأمن. وقد تزامنت ترقية شوكت قبل سنتين مع شائعات كثيرة عن سبب «إبعاد» شوكت، ليتبيّن اليوم أن «الإبعاد» كان «ترقية» حقيقية. فبعد تعيين رئيس الأركان السابق داوود راجحة وزيراً للدفاع، يرجّح كثيرون أن يكون شوكت رئيس الأركان الجديد.
(الأخبار)