في أعقاب التظاهرة الكبرى التي جرت في تل أبيب، أول من أمس، وشارك فيها قرابة 280 ألف شخص، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدى افتتاحه اجتماع حكومته الأسبوعي، أمس، أنه لا يمكن تجاهل الاحتجاجات الاجتماعية. وقال: «إننا نشهد في الأسابيع الأخيرة احتجاجات تعكس تململاً حقيقياً يتركز على غلاء المعيشة والسكن وأمور أخرى، وأنا أفهم وأنصت مع الحكومة إلى الضائقة، وقد بدأنا بمعالجة جزء من الأفكار فور تأليف الحكومة. لكن هناك مجالات أخرى، ولا يمكن تجاهل الأصوات التي تتعالى بين الجمهور». مضيفاً: «إننا نعي أن زوجين مع أولاد يواجهان صعوبة (اقتصادية) في إنهاء الشهر، ونحن مطالبون بطرح حلول حقيقية». وتأتي أقوال نتنياهو بهذا الخصوص بعد أن نقلت تقارير صحافية عنه قوله خلال اجتماعات مغلقة الأسبوع الماضي إنه لن يجري محادثات مع المحتجين، وإنه مقتنع بأن حركة الاحتجاج تهدف إلى إسقاط حكمه.في هذا الإطار، عرض نتنياهو، في بداية اجتماع الحكومة، خطة عمل طاقم المفاوضات الذي ألّفه للتحاور مع المحتجين، وأعلن تعيين رئيس المجلس القومي الاقتصادي البروفيسور مانويل تراختنبرغ رئيساً للطاقم. وسيتعين على الطاقم تقديم توصيات للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الاقتصادية برئاسة وزير المال، يوفال شطاينيتس، الذي سيبحث في التوصيات ومن ثم تُطرَح على الحكومة لإقرارها. وأفادت الإذاعة العامة الإسرائيلية بأن الفريق، الذي سيعمل تحت إشراف نتنياهو، سيضم نحو نصف أعضاء الحكومة الـ29 ليدرس مع خبراء مجمل المطالب، ولا سيما في التربية والسكن والصحة. ويفترض أن تشارك في المناقشات كل الأطراف الاجتماعية، ولا سيما ممثلو أرباب العمل ونقابة هستدروت النافذة.
من جانبه، صرح وزير البيئة، جلعاد أردان، بأنّ «توصيات هذا الفريق ستعرض بلا شك في أيلول على حكومة مصغرة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ثم على مجمل الحكومة للتصديق عليها». وأضاف أنه يتوقع «تغييرات جذرية». وفي أول الردود، أعرب زعيم الجمعية الوطنية للطلاب ايزيك شمولي عن ارتياحه لتعيين تراختنبرغ الذي وصفه بأنه «رجل جدير بالثقة».
وفي سياق آخر، تطرق نتنياهو إلى خفض تدريجي لاعتماد الولايات المتحدة وتأثير ذلك على إسرائيل. وقال: «إننا نمر بفترة انعدام يقين اقتصادي. وبالأمس حدث أمر هام، هو خفض ديون الولايات المتحدة، وهذا الحدث ينضم إلى أزمة آخذة في الانتشار والتأثير اقتصادياً على الدول الأوروبية، وقد تكون هناك دول يسكنها 120 مليون شخص على شفا الإفلاس». ودعا إلى إجراء إصلاحات اقتصادية في إسرائيل بـ«حساسية ومسؤولية»، مشدداً على أنه «لن نتمكن من إرضاء الجميع، ولا يمكن التعامل مع كافة الضائقات وادعاء وضع حلول لجميعها».
(أ ف ب، يو بي آي)