في ما يُعَدّ أفدح خسارة بشرية يُمنى بها التحالف الدولي في أفغانستان، أعلنت القوة الدولية (إيساف) التابعة لحلف شمالي الأطلسي أن 31 جنديّاً أميركيّاً وسبعة جنود أفغان ومترجماً واحداً قتلوا فجر السبت إثر تحطم مروحيتهم في ولاية ورداك وسط أفغانستان. وفيما لم تعط إيساف أي تفاصيل إضافية عن الحادث، أصدرت الرئاسة الأفغانية بياناً أعلنت فيه مقتل 31 جندياً من القوات الخاصة الأميركية في تحطم المروحية، بينما أكد المتحدث باسم حكومة إقليم ورداك، شهيد الله شهيد، لوكالة فرانس برس أن المروحية «أُصيبت بصاروخ أطلقه عناصر طالبان فيما كانت تقلع» في عملية مشتركة للقوات الأميركية والأفغانية في إحدى مناطق الولاية المحاذية لكابول، التي تنشط فيها الحركة. بدوره، أكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، أن قوات طالبان أطلقت النار على مروحية «شينوك» أميركية وأسقطتها.في هذا الإطار، تعهدت الولايات المتحدة «بمواصلة المهمة» في أفغانستان رغم العملية. وقال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، في بيان له، إن «شجاعتهم (الجنود) كانت مضرب المثل، وكذلك تصميمهم على جعل العالم مكاناً أكثر أماناً لبلادهم ولمواطنيهم». وأضاف: «سنكمل المشوار لننهي هذه المهمة التي بذل من أجلها هؤلاء وجميع من خدموا وفقدوا حياتهم في أفغانستان أغلى التضحيات». ورفض البنتاغون التعليق على سبب تحطم المروحية، إلا أنه قال إنه فتح تحقيقاً في الحادث. وحذر رئيس هيئة الأركان الأميركية، الأدميرال مايك مولن، من التسرع في الاستنتاجات، وقال إن «المعلومات لا تزال تأتي حول الحادث. وأعتقد أنّ من المهم إتاحة المجال أمام المحققين للقيام بعملهم قبل التسرع في الاستنتاجات».
وفي السياق، نعى الرئيس الأميركي باراك أوباما القتلى، وقال في بيان صدر عن البيت الأبيض: «ستكون حياتهم مصدر إلهام لنا، وسنواصل العمل لضمان أمن بلادنا والكفاح من أجل القيم التي كانوا يجسدونها». وتابع: «إن الأميركيين متحدون جميعاً في هذه الساعات القاتمة في دعمهم للعسكريين نساءً ورجالاً، الذين يخدمون في الجيش حتى نتمكن من العيش بحرية وأمان». وأضاف: «وننعى كذلك مقتل الأفغان الذين كانوا إلى جانب جنودنا في سعيهم إلى مستقبل ينعم بالسلام والأمل في بلادهم».
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «نيفي تايمز» أن 17 من القتلى هم من قوات البحرية الخاصة العالية التدريب التي توكل إليها أصعب المهمات. وقالت إن معظمهم من «السرب الذهبي» من مجموعة التطوير الحربية الخاصة في البحرية التي يشار إليها في بعض الأحيان بـ«الفريق السادس»، الذي شنّ الغارة على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان. وفي هذا الإطار، كشف مسؤول حكومي أميركي، لم يكشف عن اسمه، عن أن 22 جندياً أميركياً من أصل 31 قضوا على متن المروحية ينتمون إلى القوات الخاصة، مضيفاً أن معظمهم من الوحدة نفسها التي نفذت عملية اغتيال بن لادن. إلا أن مصادر في إدارة أوباما نفت هذا الخبر.
إلى ذلك، قال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان جنديين فرنسيين قتلا وأصيب خمسة آخرون في أفغانستان أمس، ما يرفع الى 72 اجمالي عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا منذ بدء الحرب هناك عام 2001. وقال المكتب في بيان «تلقى الرئيس الفرنسي بعميق الأسى أنباء هذا الصباح تفيد بمقتل جنديين من الفوج الثاني للقوات... العاملة في أفغانستان».
وتعرض الجنود لكمين نصبه متمردون أثناء تفتيش موقع أفغاني حصين في وادي تاجاب.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)