انسحبت حركة الشباب الإسلامية المتشددة من مواقعها في مقديشو أول من أمس، في خطوة عدّها الرئيس الصومالي، شريف شيخ أحمد، هزيمة لها وانتصاراً لحكومته، متوعداً بإخراجها تماماً من بقية أنحاء البلاد. إلا أن المتحدث باسم حركة الشباب، محمد علي راج، أفاد بأن «المجاهدين نفذوا تغييراً تكتيكياً عسكرياً ضد أعداء الله، وقريباً ستسمعون خبراً ساراً». أما الرئيس الصومالي، الذي كان أحد قياديي الجماعة الإسلامية (المحاكم الإسلامية) التي تحولت إلى حركة الشباب، فأعلن أن «مقديشو تحررت تماماً من العدو، وستُحرَّر بقية أنحاء البلاد قريباً».
بدوره، قال رئيس الوزراء عبد الولي محمد علي، إن «العدو انهزم وانسحب من مقديشو وسنقاتلهم حتى نقضي عليهم من بقية أنحاء البلاد»، مضيفاً: «حلمنا بهذا اليوم طوال السنوات الثلاث الأخيرة». وأفاد شهود عيان أول من أمس بأن العديد من مقاتلي الشباب انسحبوا من مواقعهم في مقديشو ليل الجمعة السبت، بعد معارك مع القوات الحكومية وحلفائها من القوة الأفريقية (أميصوم).
من جانبه، رحب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في الصومال، أوغستين ماهيغا، برحيل المتمردين عن العاصمة. وقال ماهيغا في بيان: «يسرني نبأ التقدم الذي أحرز خلال الأيام العديدة الماضية على صعيد الوضع الأمني في مقديشو». وتابع قائلاً: «لا شك في أن رحيل الشباب سيمثّل تطوراً إيجابياً وخطوة في الاتجاه الصحيح لمدينة عانت الكثير من البؤس والدمار». وعملت القوات الحكومية، أول من أمس، على ضمان سلامة محاور الطرقات الرئيسية المحررة وإزالة خطر العبوات منها.
ومن المفترض أن يؤدي هذا الانسحاب الليلي في مرحلة أولى إلى انتهاء المعارك شبه اليومية التي دارت بين الطرفين في العاصمة، وغالباً بالمدفعية الثقيلة، وأدت إلى مقتل الكثير من المدنيين. وقد حققت القوة الأفريقية التي تعد نحو تسعة آلاف جندي أوغندي وبوروندي، منذ شباط تقدماً كبيراً ودحرت الإسلاميين على خطي الجبهة الرئيسسيين في العاصمة.
وكانت حركة الشباب التي نشأت في 2006، في الأساس حركة شباب المحاكم الإسلامية التي سيطرت على الصومال لفترة قصيرة في النصف الثاني من 2006 قبل أن يهزمها الجيش الإثيوبي، أحد ألدّ أعدائها.
(أ ف ب)