لا تزال تداعيات نقص التمويل الذي تعانيه «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ــ الأونروا» تلقي ظلالها على الفلسطينيين في مناطق عمل الوكالة الخمس (غزة، والضفة، والأردن، وسوريا، ولبنان). وكان من المفترض أن تفتح الوكالة أبواب مدارسها الشهر المقبل، لكن بما أن أزمتها المالية لم تحلّ بعد، فإن «فرص افتتاح العام الدراسي في موعده تتضاءل»، كما قال المتحدث الرسمي باسم الوكالة سامي مشعشع، محذراً من «تأثير إمكانية تأجيل العام الدراسي على نصف مليون طالب في 700 مدرسة».
وأضاف مشعشع، في تصريح صحافي أمس، أن «القرار بات صعباً بهذا الخصوص، وقد تضطر الوكالة إلى تأجيل العام الدراسي المقبل في حال عدم توافر الأموال لذلك». وأكد أن الوكالة لم تتخذ بعد «القرار النهائي بشأن التأجيل، وما زالت تقوم بجهودها لتوفير الأموال من المانحين».
في المقابل، رأت الفصائل الفلسطينية أن «تأجيل العام الدراسي الجديد سيؤدي إلى انفجار شعبي». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية، إن الحركة «تنظر إلى إجراءات الوكالة الأخيرة بخطورة بالغة، ولا تقل هذه المسألة أهمية عن حصار غزة». وفي حديث تلفزيوني، أضاف الحية أن «مشكلة الأونروا سياسية وليست مالية، وتهدف من خلال تقليص خدماتها إلى المس بقضية اللاجئين الفلسطينيين». وأوضح أن «حماس أعدّت مع الفصائل خطة متكاملة للوقوف في وجه إجراءات الأونروا لو تم تنفيذها»، داعياً منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية إلى إعلاء صوتها فى هذه القضية.
أما في ما يتعلق بملف الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، فقال الحية إنه مغلق إلى حين التزام إسرائيل بجميع بنود صفقة وفاء الأحرار والإفراج عن كل الأسرى المحررين المعاد اعتقالهم. ونفى اتهامات الرئيس محمود عباس لحركته بالتنسيق مع «الاحتلال لإقامة دولة في غزة». وقال: «حماس لم ولن تعقد أي لقاء مباشر مع الاحتلال حول أي قضية»، مضيفاً: «تتلقى الحركة مبادرات من شخصيات أممية وسفراء بعض الدول تعبّر عن رغبة الاحتلال في تثبيت وقف إطلاق النار، ولكن لم نتلقَّ مشروعاً متكاملاً حتى اللحظة».
في الوقت نفسه، فإن الحية أبدى «عدم ممانعة حماس تثبيت وقف إطلاق النار، شرط رفع الحصار بشكل كامل عن غزة». وعن علاقة «حماس» بإيران، قال إنها «لا تزال موجودة ولم تنقطع... نأمل أن تواصل دعمها للمقاومة الفلسطينية للصمود أمام الاحتلال». وطالب السلطات المصرية بضرورة فتح معبر رفح أمام المسافرين.
في سياق متصل، أفاد مصدر حكومي فلسطيني بأن السلطات المصرية ستفتح معبر رفح لمغادرة حجاج غزة الشهر المقبل، بينما أكدت وزارة الداخلية في غزة وجود 20 ألف حالة إنسانية تنتظر السفر عبر المعبر.
إلى ذلك، أكد رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سعي السلطة للوصول إلى التسوية مع إسرائيل، رغم «الأجواء السلبية المحيطة بالعملية السياسية». جاء ذلك خلال لقاء عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله وفد حركة «القوس الديمقراطي الشرقي» التي تضم غالبية الشرقيين في إسرائيل، بحضور مسؤول ملف التواصل مع الإسرائيليين محمد المدني.
واستمع عباس إلى شرح من أعضاء الوفد حول الحركة ودورها في خدمة اليهود الشرقيين وتنظيم دورهم السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي. وأشار إلى أهمية دورهم في تعزيز فرص الوصول إلى التسوية «القائمة على مبدأ حل الدولتين، لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها شرقي القدس على حدود عام 1967».
(الأخبار، الأناضول)